كانت الايام تمر لسوما العربي
المحتويات
تحدثت قائله مساء الخير يا ابيه.
نظر لها اووه. إنها تبتسم.. رد سريعا مساء الخير يا مليكه.. عامله ايه
كان يسأل بصدق.. يود أن يطول الحديث ولو لثواني قبل ان تتركه مع تجاهلها الجديد هذا.
لكن.. انشرح صدره وهو يجدها تقترب منه تجلس لجواره قائله بمرح الحمدلله كويسه جدا.
استغرب كثيرا جلوسها معه كالسابق وقال كنتى فين
عامراكلتى
قالها باهتمام حقيقي وهى تنظر له بتمعن ثم قالت بخبثمش اوى.. تيجى نعمل حاجة سريعه ناكلها... ولا.. لا لأ خلاص سورى.. ماكنتش اقصد.. انا عارفه ان ماينفعش عامر بيه يدخل المطبخ اصلا.. هروح انا.
وهل سيضيع تلك الفرصة فهى وبعد ايام طويلة من التجاهل عادت تهتم من جديد.
رد سريعا لا هاجى معاكى.. يالا.
مدت يدها تسحبه خلفها.. وهو.. ينظر ليديها يشعر باشياء جديدة عليه كليا وأهمها انه سعيد جدا.
ذهبت به للمطبخ تخرج بعض انواع من الجبن المختلفة.. تصنع لها وله بعض الشطائر... وهو يتابعها باعين متحمسه سعيدة.. كأنه يكتشفها من جديد.
انتهت من صنع الشطائر واقتربت منه بهدوء.
فجأة وجد نفسه قريب منها جدا...يتنفس بصعوبه وهى ملتصقه به هكذا تقريبا داخل احضانه.. يغمض عينيه باستمتاع رهيييب وجديد وهو يجدها تحاول أن تطول بيدها مكينة القهوة التى خلف ظهره.
تاه عامر بها وبقربها.. ينظر لها نظرات جديه ولا يجيب.
اخرجته من تلك المتاهه وهى تقول مجددا مكنة القهوه وراك.
رمش بعينيه وتزحزح قليلا لكنه لم يبتعد انما افسح لها فقط.. يريد أن يظل على ذلك القرب وتلك المسافه منها.. ملامحها بذلك القرب مزهله وهى تكاد ان تكن ملتصقة به يشتم رائحتها.
انتهت سريعا ونظرت له بابتسامة لطيفة خلصت... تعالى نقعد.
جلست على احد المقاعد تعطيه القهوه مع احد الشطائر تقول امال الناس فين... مش شايفه حد هنا خالص
لازال سحرها واقع عليه ولم يستفق او يجيب.
مليكهابييه.. ابيه عامر.
عامر ها.
عامر لا ولا حاجة كنتى بتقولى ايه
مليكه كنت بسأل على باقى الناس فين كارما ومحمد وطنط وتيتا وهديل وطنط صفاء.
عامرجدتك اخدت الدوا ونامت من بدرى.. وباقى الناس راحوا حفلة لمسرح مصر.
مليكه واااااااو.. بجد طب وماحدش قالى ليه
عامر وانتى بقيتى فاضيلنا اصلا ولا بنشوفك.
عامر الى من سنك امم.. ماشى.
مليكه وانت ماروحتش معاهم ليه
عامر انا.. انا اروح اوبرا.. اروح حفلة اوركسترا.. مش الهلس ده لآلا.
مليكه امممم.. صح عندك حق. وهى تتمتم داخليابتاع النايت كلاب بيروح اوبرا حور اوى حور يابتاع الستات انت
عامر كنتى فين بقا
مليكه طب كل الاول عشان احكيلك.
ابتسم باتساع وانشرح قلبه فقد عادت مليكه القديمة.
اخذ ياكل سريعا يستمع لها تحكى مافعلته بيومها إلى أن وصلت لرحلتهم جميعا فقال بسرعه ايه.. رحلة.. وانتى هتروحى معاهم.
وضعت يدها على يده بسرعه جعلت القشعريره تسرى بجسده سريعا وقالت بوداعه وبحه مميزه اغرقتهلأ وانا من امتى بروح مكان انت مش فيه أو من غير ما اقولك.
لأول مرة يفرح بحديثها الذى لطالما كانت تقوله... لكنه الان سعيد بكل حرف تنطق به... سعيد جدا بيدها التى على يده ينظر لعيونها تاره وليدها على يده تاره أخرى وهو غارق بأشياء كثيرة لا يعرف لها تفسير إطلاقا.
انتهت من الطعام سريعا وظلت جالسة معه تختلق الأحاديث كما كانت تفعل قبل ذلك اليوم المخزى... لكن الجديد الان انه مهتم جدا وسعيد على عكس الماضى حينما كان يستمع لثرثرتها فقط كى لا يحرجها.
يتحدث معها ويسأل عن أشياء كثيرة كى يطول الحديث أكثر وأكثر.
وقفت تقول الوقت اتأخر... يالا نطلع ننام.
عامر لأ لسه بدرى دول حتى لسه ماحدش فيهم رجع.
مليكه لا مش قادرة افتح عيونى خالص بنام على نفسى.
عامر لا خلاص يبقى لازم تنامى.
ابتسمت له بلطافه وتعلقت بيده تقول طب يالا وصلنى لاوضتى.
وهل سيرفض.. هو الان يحلق في السماء من جديد.. كل أحاديث كارم التى كانت تزعجه طوال يومه غير صحيحة.. لقد عادت له مليكه من جديد... مليكه التى تهتم به اكثر من اى شئ على الاطلاق.
صعد معها السلم وهى تضع يدها بيده.. ينظر على يدها الصغيرة داخل يديه يريد أن يستشعر أصابعها كل على حدى مثل اى مراهق.
وقف على باب غرفتها وهم لفتح الباب فقالت يالا تصبح على خير بقا.
عامر ايه هدخلك تنامى زى ما كنت بعمل زمان.
اقتربت من اذنه حد الخطړ تهمس بحرارة تقصدها جدا ده كان زمان وانا صغيره مش شايف انا كبرت ازاى.
قالت كل حرف قاصده به هدفها ببراعه... تشعر بأن حرارته قد ارتفعت بالفعل وهو يقف متصلب مزهول هكذا وهى كل ما فعلته انها دلفت لغرفتها وأغلقت الباب.
وهو ظل لدقيقه يقف يستوعب ما يحدث له وما اصبح يشعر به.
تحرك ببطئ لا يقوى عليه وذهب تجاه جناحه.. يلقى بجسده على الفراش باهمال وهو يغمض عينيه باستمتاع رهيب وكل ما يشغل باله.. لقد عاد اهتمام مليكه من جديد.
____________________________
فى صباح اليوم التالي
بشقة نجلاء خرجت من المطبخ تمسح يدها بمنشفه صغيره خاصه بالمطبخ وهى تسير بسرعة إثر صوت ذلك الجرس المزعج وابنتها نائمه.
فتحت ندى باب غرفتها تقول ايه ده فى ايه يا ماما مين الى بيرن الجرس كده وعلى الصبح.
نجلاء بعصبيهانا عارفه.
فتحت الباب وجدت صبى فى الثانية عشر من عمره يحمل لفه كبيره بيده يقول صباح الخير يا خالتى ام ندى.
نجلاءصباح الخير يا بنى انت مين ولا عايز مين
الصبىانا حوكشا.. الى شغال فى مسمط ام تغريد.
نجلاء تشرفنا يا سى حوكشا أمر.
حوكشا مايأمرش عليكى ظالم.. الطلب ده ليكوا.
رددت ندى التي تقف خلفها بزهول لينا!
حوكشا ايوة. المعلم رجب الجزار موصى عليه بنفسه وقال لازم يجيلكوا على الفطار...ده موصى المعلمه وخلاها تفتفح بدرى مخصوص عشانكوا... اتفضلوا... بالاذن انا بقا.
ذهب سريعا وتركهم ينظرون لبعض ثم لتلك اللفة پصدمه حيره كأنها قنبله وعلى وشك الانفجار بوجههم.
_____________________________
فى قصر الخطيب.
استيقظ من نومه وعلى شفتيه ابتسامه تعرف طريقها ذاتيا لوجهه لأول مرة.
اخيرا عادت مليكه كالسابق... وقف سريعا يؤدى روتينه اليومى كى يهبط لهم.. اشتاق لأن تصب اهتمامها عليه.. سيذهب سريعا كى يحظى به وامام الجميع كما كان.
ارتدى حله من اللون الاسود.. ساعة يده الماركة. عطره الخاص به وحده و قميص اسود مشدود.. حذاء لامع.
هبط الدرج بسرعه ينظر تجاهها هى فقط... ابتسم براحه وهو يجدها جالسه من قبله كما كانت تحرص دائما ولم تتأخر مثلما أصبح يحدث منذ أسبوعين.
مليكه عادت له.
القى السلام على الجميع وللعجيب وجد نفسه يلقى بسلام خاص لها فقط.. كانت هى تفعلها دائما سلام للجميع ثم سلام خاص به وهو الآن فعلها بفطره.
لكن كانت الصدمة من نصيبه وهو يجدها ترد على سلامة ببرود دون أن تنظر له.. تكمل طعامها وكل تركيزها مع جدتها من جديد.
ثم وقفت دون أن تلقى عليه نظرة واحدة.. ټخطف قبله من وجنت جدتها تقول انا رايحه لندى زى ما قولتلك يا تيتا.
اماؤت لها الفت سريعا
متابعة القراءة