رواية سلوي كاملة

موقع أيام نيوز


يتماسك قليلا ولايظهر أى شئ وقال بهدوء حذر عادى يعنى انا فى سن جواز والطبيعى انى اتجوز بس مش من الطبيعى أنك تسألى سؤال زى ده فى يوم صباحيتنا   
شعرت أسمهان بالإحراج ولكنها قررت أن تكمل ما بدأت فيه ولابد وأن تجد أجوبه على أسألتها    
أكملت فى هدوءوارتباك   
انا عارفه إن سؤالى غريب خاصة فى يوم زى ده بس للأسف مكنش فيه فرصه انى أسألك قبل كده خاصة ان الخطوبه كانت تقريبا شهر ونص ومشوفتكش فيهم غير مرتين تلاته بحجه انك مش فاضى وبتخلص ورق فبديهى كان جوايا احساس بالخۏف من ان يكون فيه حد فى حياتك وعشان كده مكنتش بتشوفنى أو حتى بتكلمنى فى التليفون كأى اتنين مخطوبين وطبعا كنت ناويه قبل اى حاجه تحصل بينا هتكلم معاك الأول ونتفاهم فى حاجات كتييير   

أكملت بخجل عندما تذكرت إتمامه لزواجه منها بس طبعا مكنش فيه غرصه للكلام إمبارح   
تنهد بإمتعاض لا عادى انتى عارفه انى بس كنت بخلص ورقى قبل الجواز عشان ابقى فاضى يعنى تمام هكذا ردت بهدوء ولكنها أكملت وقالت  
بس اللى كنت عايزه اعرفه إن انت دكتور ومن عيله كبيره ووحيد باباك يعنى من الطبيعى أنك تتجوز حد تانى فاهمنى فليييييه أنا بالزات 
كانت بداخلها تتمنى أن يرد بإجابه تثلج صدرها كأنه أعجب بها أو راقه تدينها أو انها مختلفه عن باقى الفتيات فهى قلبها كالنبته الخضراء مازالت فى بداية تفتحها ولكنها تحتاج من يرويها   
أما هو فنظر اليها ووجهها كحبة الفراوله الجاهزه للأكل من خجلها وارتباكها ولكن بما يجيبها فالإجابه الصحيحه ستضربها فى مقټل أيقول لها أنه تزوجها ڠصبا حتى يحقق مايريد وإن قال لها ذلك فكيف يفسر إتمامه لزواجه منها أيقول الحقيقه أيضا وأنه لم يستطع أن يقاوم براءتها وجمالها الطبيعى الجاذب لأى شخص فكيف لا ينجذب هو نحوه وهى عروسه التى زفت اليه حلاله  
أفاق من شروده على صوتها وهى تنادى عليه برقه وخجل نظر اليها وهو لايعرف حقا بما يجيب فسألته مرة أخرى رحت فين مبتردش عليا ليه هو سؤالى صعب كده   !!
استجمع إحسان نفسه وقال بإرتباك وتشتت حاول مداراته على قدر الإمكان أبدا بس كل الحكايه ان سؤالك برده غريب بس هجاوبك انا كده كده زى ماقلتلك فى سن جواز وكمان انتى عارفه انى
هسافر اكمل دراسات بره فبابا هيبقى لوحده وكده فقلت يبقى معاه حد وفى نفس الوقت أكون مطمن عليه معاكى    
أحبطت أسمهان من إجابته وقالت 
طب إشمعنى أنا يعنى تأفف إحسان بداخله وقال أبدا ياستى انا كده كده مفيش حد معين فى دماغى فلما بابا قالى عليكى مكنش عندى إعتراض خلاص كده ولا فيه أسئله تانيه   
نظرت إليه بخجل وقالت لا طبعا مفيش وانا أسفه لو كنت ضايقتك بس كنت حابه أفهم خاصة ان الجواز تم بسرعه غريبه ارتبك إحسان بشده وقال اااااابدا بس كل الحكايه انى مسافر خلاص على طول وخفت لو سفرت واحنا مخطوبين بس اتأخر عليكى ومعرفش أنزل عشان الجواز   
صډمه هى ماحلت على أسمهان عند سماعها لكلامه أمعنى هذا أنه من الممكن أن يظل فتره طويله دون أن يأتى مصر إنتبه لشرودها وقال مالك فيه إيه
جاوبت عليه دون تفكير هو انت ممكن لما تسافر متعرفش تنزل لمدة طويله   
ثم أكملت بتيه وكأنها تحدث نفسها طب لو كده كنا بنتجوز ليه كنت سيبتها خطوبه وخلاص لغاية ماتخلص انا بحسبك هتروح وتيجى نظرت اليه وأكملت أو على الأقل تبعتلى انا أجيلك   
نظر اليها بشرود خاصة وهو يشعر أنه يظلمها بشده ولكنه تدارك نفسه بل أقنعها انه لم يظلمها فى شئ فهى من وافقت عليه وعلى ظروفه فلتتحمل إذا   
أدار وجهه اليها وقال بلا مبالاه لا مانا هبقى ابعتلك لو انا معرفتش اجى   
تهللت أساريرها وهى لا تعلم انه يضع لها السم بالعسل حتى لاتشعر بمرارة طعمه ولكنها حتما ستعانى من آثاره عما قريب    
تعمد هو تغير الموضوع وقال طب دورى انا بقه فى الأسئله ياترى ليه انتى وافقتى تتجوزينى    
اختضب وجهها بالحمرة وقالت ابدا انا كده كده قلبى فاضى وعمرى ماحاولت انى افكر فى حاجه غير دراستى وكنت شايله قلبى ومشاعرى للى هيبقى من نصيبى وانت جيت وشوفت فيك انسان كويس ومحترم وده غير عمو عبد الرحمن وطيبته فوافقت    
لا يعلم لما شعر بالفرحه كونه هو أول رجل بحياتها ولكن هل ستكتمل فرحته ام سيوئدها فى مهدها حتى لاتقف أمام طموحه العقيم    
عندما يترك الشخص مكانه تشعر بالفراغ الرهيب والإشتياق لمجرد النظره لعينيه كان هذا حال عبدالقادر وهو يشعر وكأن منزله يفتقد لأهم ركن به الا وهو أسمهان ورغم هذا فهو لا يريد لها غير الحياه السعيده والإستقرار وأن تبنى أسره جميله مثلها    
كان يجلس فى بلكونة شقته وهو شارد بأسمهان وكيف كانت طفولتها هادئه ورزينه كانت ومازالت جميله تسحر من يراها ويقترب منها فلقد وهبها الخالق جمال الخلق والخلقه    
أدمعت عيناه وهو يشعر بالإشياق الشديد لها دخلت عليه زوجته ناديه وهى تعلم مكانه فمنذ زواج أسمهان وهو يفضل الجلوس بمفرده فهى تعلم جيدا كيف يحبها والدها وكيف يفتقدها كثيرا   
ربتت على كتفه وهى تقول بمرح إيه ياعبده دانا قلت هتجوز أسمهان وتفضالى بقه مش تنشغل عنى بزياده  
نظر اليها بحزن وهو يعلم انها تحاول أن تخرجه مما هو فيه قال كلمه واحده فقط بخفوت شديد 
وحشيتنى أمسكت ناديى يديه وقالت بهدوء وعقلانيه  
را ايه ياعبده هى مش دى سنة الحياه ولا إيه يعنى مش انا برده ابويا سلمنى ليك وأكيد برده كنت بوحشه بس كل ده بيحصل عشان سعادة ولادنا ادعيلها ياعبده ان ربنا يوفقها فى حياتها ويرزقها الذرية الصالحه وصدقنى لما تشوفها سعيده ساعتها بس هتحس انك
كملت رسالتك معاها  
سألها بلهفه انتى متصلتيش بيها عشان تطمنى عليها   
نظرت اليه بإبتسامه مطمئنه اتصلت يا عبده وهى الحمد لله كويسه رجعو من الفندق على شقتهم وقالتلى ان حماها كان حاجزلهم فى فى العين السخنه بس هو محبش يسيب باباه لوحده الأسبوع ده خاصة انه هيسافر كمان اسبوعين   
تهلل وجه عبدالقادر وهو يظن الخير بإحسان وقال طب كويس كونه مش عايز يسيب باباه لوحده معنى كده انه بار بيه وكويس والمفروض تقولى لبنتك ان دى مش حاجه وحشه يعنى ويبقوا يعوضوا السفر مره تانيه    
اجابت ناديه بهدوء متخفش أسمهان عاقله جداااا ولماكلمتها عرفت انها مزعلتش ولا حاجه وقدرت انه عايز يقعد مع باباه وانت عارف هى بتخب حماها ازاى    
شعر عبد القادر بالغيره وقال 
اسلام يعنى بتحب حماها وانا ايه يعنى عمرحماها ميبقى فى مكان ابوها ولا ايه    
ضحكت ناديه بشده على زوجها وقالت إيييييه    
كان الهدوء هو السمه العامه للمكان فكان عبد الرحمن يتناول الغداء ومعه أسمهان وإحسان والذى صمم أن ينزل لأبيه ولا يتركه وطبعا أسمهان مقدره جدا فعلته هذه معللة إياها بقرب سفره وهو يريد أن يشبع من أبيه    
أما عبد الرحمن فكان يفهم إبنه جيدا فهو يرى نظرته المتغيره لأسمهان فهو قد بدأ يشعر بها ولهذا لايريد أن يتعلق بها أكثر ولذا فإنه صمم على ألا يذهب لعطلته بحجة أبيه   
انهوا الطعام تحت كلمات الترحيب بأسمهان من عبد الرحمن حتى أنها شعرت نحوه بزيادة الألفه منه وانها ليست بغريبه عكس إحسان فهى تارة تشعر بالقرب منه وتارة أخرى تشعر أنه بعيد كل البعد عنها ولكنها ترجع هذا لقرب سفره وبالتأكيد توتره وتحاول على قدر الإمكان الا تشعره بالعبء   
قامت أسمهان حتى ترفع الأطباق من على المنضده فنظر اليها عبد الرحمن بإبتسامه حانيه وقال  
سيبيها إلهامى هيشيلها وبنت اخوه معاه متقلقيش انتى نظرت لإحسان بارتباك فوجدته ينظر لها نظره لم تفهم معناها هل هى إستنكار أم شئ اخر  
أجابت أسمهان بخجل وهدوء أسفه بس أنا متعوده إنى بساعد ماما فى البيت   
إبتسم عبد الرحمن بهدوء لتلك الفتاه القليلة الوجود    
أمسك يدها بحب وهو يوجهها معه لكراسى الانتريه وهو يقول انتى هنا مش هتعملى حاجه خاااالص ماشى ياست البنات الهامى ده كان معايا عسكرى واتحالنا على المعاش مع بعض فقرر انه يجى يقعد معايا خاصة وان ولاده اتجوزا ومراته ماټت زى حلاتى يعنى وبنت اخوه بتيجى كل يوم تلت اربع ساعات تساعده فى عمايل الغد وتنضيف البيت فمتشليش هم خاااالص   
ابتسمت أسمهان لهذا الشخص الحنون والذى يتكلم معها بأريحيه شديده وهى لم تتعود على هذا الأمر فوالدها لم يكن معها هكذا يوما    
أكمل عبد الرحمن بهدوء ماكر بس ممكن بقه اطلب منك فنجان قهوه عشان حتى أدوق قهوتك ولا مبتعرفيش تعملى قهوه    
أجابت أسمهان بسرعه شديده لا طبعا بعرف وصدقنى حضرتك بعد كده مش هتقدر تشربها غير من إيدى    
اتجهت بأنظارها لزوجها القابع صامتا وهو يتابع حديثهم بلا مبالاه   
قالت بهدوء تحب تشرب قهوه يا إحسان   
لما إسمه منها مختلف نفض رأسه سريعا من هذه الفكره وقال اوكى ياريت مظبوطه أنا وبابا   
فرحت بشده لمجرد رده عليها وقالت بسعاده حاضر ثوانى وتكون عندكم القهوه   
دخلت المطبخ تحت أنظار زوجها ووالده والذى 
توجه بكلامه لإحسان وقال ببعض الحده مسافرتش ليه وقبل ماتقول انه عشان خاطرى زى ماقلت لأسمهان وهى
عشان طيبه ونقيه صدقتك فأحب أقولك ان مبررك مدخلش دماغى  
اجابه إحسان بهدوء بارد ليه بس يابابا وكمان هو ده سببى لكن لو حضرتك مش مقتنع تمام براحتك    
إنت باااارد ومستفز   
أجابه عبد الرحمن پحده وهو يحاول أن يخفض صوته حتى لايصل لأسمهان أكمل أولا موضوع انك تقعد معايا ده مش صحيح ودليل كده انك اصلا كنت مسافر ومفكرتش حتى فيا وانى هكون لوحدى   
امتعض وجه آحسان من كلام أبيه المكرر من وجهة نظره ولكنه ترك والده يكمل حين قال    
انت طبعا مش عايز تسافر لأنك خاېف تتعلق بأسمهان لأنى فعلا ملاحظ أن فى عنيك نظرة إعجاب ليها بس طبعا حضرتك مش عايز تطلعنى صح وانك فعلا بدأت تتعلق بيها فقررت متسافرش معاها عشلن متبقوش لوحدكم وطبعا حجتك أنا مش كده   
نظر إليه إحسان بنظرات مشدوهه فهو مهما حاول أن يخفى ما يفعله عن أبيه فهو دائما يسبر أغواره ويخرج مابداخله بمنتهى البساطه وكأنه كتاب مفتوح أمامه  لم يتكلم وكأنه بصمته يؤكد كلام أبيه   
أكمل عبد الرحمن بصرامه شديده
 

تم نسخ الرابط