رواية سارة كاملة

موقع أيام نيوز

اختفى من المكان في ثواني 
حسام انا اسف يا مريم حقك عليه 
مريم لم تحتمل و نزلت دمعة من عيناها انا كنت عايزة نادين تتسلى و تتعلم مكنش قصدي 
حسام انا عارف بس انت لازم تعذري ادهم والله اللي بيمر بيه محدش يقدر يستحملو 
مريم پبكاء و انا معنديش كرامة يعني من ساعة ما اشتغلت هنا و هو بيهزأني على اي حاجه انا خلاص مش حقدر اكمل كده 
حسام لا يا مريم ارجوكي متسيبيش نادين دلوقتي هي محتجالك
مريم انا اسفة مش حقدر اعصابي مبقتش مستحملة الغرور بتاعو 
حسام طب انت عارفة ان ادهم ابعد ما يكون عن الغرور
مريم انا عارفة انه اخوك و لازم تدافع عنه بس انا خلاص جبت اخري بجد و مش حسمح انه يهني مرة تانية 
حسام انا حخلي يعتذرلك 
مريم لاء لازم يتعلم ازاي يعامل الناس بذوق الاول و بعد كده يبقى يعتذر و انا مش حقبل اعتذارو 
حسام بحزن بس يا مريم صدقيني اللي بيعملو ده مش بسببك انتي 
مريم خلاص مش فارقة معايا بيعمل كده ليه انا لازم امشي عن اذنك 
في ذالك اليوم كان ادهم ثائر جدا و عصبي على الجميع و لم يجرؤ احد ان يسأله عن السبب حتى حسام فضل السكوت لانه يعلم سبب حزنه و عصبيته
و لكن والده قرر ان يحدثه تلك الليلة
مصطفى بتعمل في نفسك كده ليه يا ادهم عايز توصل لايه من كل ده 
ادهم بصوت مبحوح مش عارف و مش قادر 
مصطفى على فكره حسام حكالي على اللي حصل في لندن يابني انت پتتعذب بسببها و انا كنت حاسس بكده 
ادهم انا تعبت اوي يا بابا مش قادر استحمل اكتر من كده خلاص حاسس اني بتخنق مش قادر انسى اللي عملو فيه
مصطفى انا عارف ان اللي حصل ده صعععب اووي و مش حتنساه بسهولة بس اللي انت بتعملو ده حيدمرك مرة تانية
ادهم و الدموع في عينيه عارف يا بابا لما زياد ضړبني بالسکينة وقفت تتفرج علية و انا دمي بيتصفى قدامهه للدرجه دي كانت پتكرهني و زياد اللي متربي معايا ازاي قدر يخونني و يسرقني انا مش قادر اصدق حاسس اني فكابوس 
مصطفى انت فعلا في كابوس و لازم تطلع نفسك منو شيرين و زياد اذوك و انت من غير متحس بټأذي غيرك 
ادهم بأستغراب بأذي غيري 
مصطفى تقدر تقولي استفدت ايه لما جرحت مريم و هي الوحيده اللي وقفت جنب بنتك 
ادهم بأنفعال انا مكانش قصدي انا كنت مش عارف مش عارف !!!!
مصطفى انت طول عمرك هادي و طيب و عمرك مكنت كده ارجوك متخليش زعلك يخبي شخصيتك انا عارف اد ايه انت مجروح بس لازم تكمل حياتك على الاقل عشان بنتك اللي مبطلتش عياط من الصبح
ادهم پخوف هي بټعيط ليه 
مصطفى عشان مريم 
ادهم خلاص انا حعتذرلهه بكرا 
مصطفى مريم سابت الشغل خلاص
ادهم پصدمة ليه انا مكنش قصدي ازعلهه 
مصطفى راجع نفسك يابني و متغلطش في حق حد حتى لو كانو الناس غلطو فحقك 
شعر ادهم بغصه في قلبه عندما علم انها تركت العمل مجرد فكرة عدم رؤيتها كل يوم جعلته يمشي في الغرفة كالمچنون و يشعر بالذنب الفضيع تجاهها لأول مرة يشعر انه يفتقدها تذكر كيف كانت تشرب القهوة معه في الصباح تذكر خجلها حنانها و طيبة قلبها شعر بالاشمئزاز من نفسه عندما تذكر ما قاله لها 
و قرر ان يعتذر لكنه اتصل على هاتفها عدة مرات و لم ترد فقلق عليها جدا و حاول الاتصال بها من هاتف اخر و لم ترد ايضا
فقرر انه سيذهب
الى منزلها نعم كان يشعر بالذنب جدا و بالقلق اللذي لا يعلم سببه حتى اخذ عنوانها من السيفي و انطلق بسيارته بسرعه حتى وصل الى منزلها 
طرق الباب عدة مرات و لكن لم يفتح له احد 
ثم ناداه رجل عجوز و هو يقول مش موجودين حضرتك 
ادهم طب تعرف حيرجعو امته 
العجوز لا يا بني معرفش اصل الست ام مريم تعبت اوي و خدوها على المستشفى من ساعة تقريبا 
ادهم ايه طب هي فين المستشفى دي 
كتب العجوز لادهم العنوان و شكره ثم ذهب مسرعا الى المشفى تأكد ادهم هذه المره ان ما يشعر به تجاه مريم ليش شعور بالذنب فقط بل قلق شديد و كأنها جزء من عائلته 
في المستشفى بحث كثيرا عنهم حتى وجد مريم و اماني في احدى الممرات يجلسون على كراسي صغيره و علامات الحزن تغطي وجوههم و دموعهم كالسيل 
ادهم اقترب منهم بتوتر و احراج 
مريم بأندهاش انت بتعمل ايه هنا نادين فيهه حاجه
ادهم لا انا جاي عشانك قصدي يعني عشان مامتك الف سلامة عليها 
مريم بأستغراب و حزن شكرا
ادهم هو الدكتور طمنكو 
اماني پبكاء هو حد راضي يتكلم معانا من ساعة ما وصلنا و هم معاها في الاوضه 
مريم دي اختي اماني 
ادهم اهلا وسهلا انا ادهم 
ابتعدت مريم عنهم قليلا و وضعت يديها على وجهها ثم دخلت في نوبة بكاء على والدتها بكاء مرير و حزين كذالك اماني اللتي كانت تجلس بقلق و صوت مريم فجر دموعها هي الاخرى 
ادهم يا جماعة اهدو مش كده ان شاء الله حتبقى كويسه 
خرج الطبيب في هذه الاثناء و اسرعو اليه ليطمئنو 
الطبيب لازم ندخلها العمليات الحاله متأخرة اوي
مريم پصدمة ليه ماما عندهه ايه 
الطبيب عندها تصلب شرايين و لازم نعملهه العمليه فأسرع وقت 
لم تستطيع مريم الوقوف اكثر و فقدت توازنها لكن ادهم التقطها بسرعه و احضرت اماني الماء فارتشفت منه القليل ثم احتضنت اماني بحزن و هم
يبكون بمرارة
الطبيب تكلم مع ادهم لانه كان يضن انه من العائله
الطبيب العمليه حتكلف كتير اوي انا قلت اقلكو عشان تعملو حسابكو
ادهم الفلوش مش مشكله انا حدفع المبلغ كلو بس اعملولهه العمليه 
الطبيب ان شاء الله تخف و تبقى كويسة 
دخلت والدة مريم العمليات وسط بكائهم و حزنهم عليها كان الموقف مؤثر جدا و اخبرهم الطبيب ان العمليه ستكون طويله 
بعد بكاء و تعب طويل استسلمت اماني للنوم على احدى الكراسي اما مريم لم تستطيع ان تنام للحضة واحده 
ادهم حاولي تنامي شويه يا مريم 
مريم انام ازاي و انا عارفه ان امي ممكن تروح مني فأي لحضة
ادهم متقوليش كده الدكتور طمني و قال ان العمليات دي بتتعمل كل يوم و نسبه نجاحها كبيره 
مريم انت مش عارف ماما دي ايه بالنسبالي بابا ماټ و انا صغيرة و هي كانت بالنسبالنة الام و الاب بقت خياطة عشان تقدر تصرف علينة انا و اماني و عمرهه ما اشتكت حتى لما كنت عايزه اشتغل قالتلي متتعبيش نفسك انا موجوده 
ادهم انا اسف بجد على اللي قلته انهاردة
مريمانت لازم تعرف اني جيت اشتغلت عندك و استحملت كل كلامك عشان امي كان نفسي اساعدها و اريحها
ادهم انا مكنش قصدي ازعلك و مش عارف قلت كده ازاي
في هذه اللحضه فجرت فيه مريم كل ڠضبها و حزنها على والدتها و لم تتذكر له سوى عصبيته معها 
مريم والله مكنتش تقصد و كرامتي فين و احساسي حرام عليك استغليت حاجتي للشغل و عاملتني و كأني خدامة عندك و دلوقتي جاي تعتذر مش عشاني عشان ارجع لبنتك و انت تريح نفسك مش كده 
ادهم بتوتر انا عمري مفكرت استغل حاجتك للشغل يا مريم و انت عارفة اني عصبي بس مقصدتش اي حاجه وحشه صدقيني 
مريم بأنفعال انت مش عصبي انت قليل الذوق و انا مش عارفه الناس بتستحملك ازاي و اصلا مراتك استحملتك المده دي كلهه ازاي عندهه حق تسيبك عشان انت واحد اناني و مبتفكرش غير فنفسك 
لم تكن مريم واعية لما تقوله كانت تحاول ان تفرغ عصبيتها و خۏفها على والدتها على ادهم و لم تعلم انت كلماتها عصفت بكيانه و جرحته بكل ما اوتيت من قوة 
لم يرد عليها ادهم ليس
لانه مجروح من كلامها فقط بل انه شعر انها تخفي خۏفها وراء عصبيتها و لم يعلق على ما قالته و لم يكن ايضا قادر على سماع اي كلمة اخرى فأبتعد عن كرسيها بخطوات قليلة و جلس على كرسي في زاويه اخرى كلماتها كانت قاسېة جدا عليه و لم تستطيع مريم ان تعتذر و لكنها شعرت بحزنه عندما اسند رأسه الى الحائط و كأنه في عالم اخر 
نظرت اليه بعصبية و القليل من الشعور بالذنب و لكنه لم يكن محور اهتمامها لان قلقها على والدتها جعلها تنسى ما قالته لادهم
لم تتوقف دموعها حتى استسلمت للنوم رغما عنها و عندما انتبه ادهم غطاها بجاكيت كان يرتديه لان الجو كان بارد جدا !!!
لم ينم ادهم لدقيقه واحده لانه كان يفكر في كلام مريم شك في نفسه و حاول ان يعطي الاعذار لشيرين و لكنه لم يستطيع فهو لم يكن هكذا معها بل كان زوج و اب مثالي قاطع شروده خروج الطبيب 
ادهم طمني يا دكتور 
الطبيب الحمد الله العمليه نجحت بس محتاجة تفضل في العنايه المركزه كم يوم
ادهم متشكر اوي يا دكتور 
اراد ان يخبرهم ولكنهم كانو يغطون في نوم عميق فقرر ان ينتضرهم ليصحو ثم يخبرهم 
و بعد ساعات فتحت عينيها مريم ببطئ فوجدته امامها 
مريم ماما اخبارها ايه هي حتخرج امته 
ادهم اطمني خرجت من كم ساعة و العمليه نجحت 
مريم بجد يعني ماما كويسه و انت ازاي مصحتنيش 
اماني بنعاس فيه ايه يا مريم
مريم ماما خرجت من العمليه و بقت
كويسه 
اماني احتضنت اختها بفرحة الحمد الله
مريم تعالي نشوفها بسرعه
ادهم الدكتور قال انها لازم تفضل في العنايه المركزه كام يوم
مريم و اماني بقلق يعني ايه
ادهم ده اجراء روتيني متخافوش
مريم بعصبية انت ازاي مصحتنيش لما
كلمك الدكتور 
و لا دي كمان فيهه قلة ذوق 
نظر اليها ادهم بعصبية و ضيق محبيتش اصحيكي كنتي تعبانة
مريم انت مالك تعبانه و لا مش تعبانة
اااه صحيح انا نسيت ان ده شغل حواري و حضرتك اهم من كده بكتير 
اماني ايه اللي انت بتقولي ده اهدي يا مريم
مريم مش عايزه اهدى و اتفضل حضرتك من هنا انا سبت الشغل عندك عايز مني ايه تاني 
ادهم احتقر نفسه و هي تعامله على انه انسان بارد و خالي من المشاعر نظر اليها بنظرة غير مفهومة جعلتها تتوتر و لم تفهم قصده
ادهم عن اذنكو انا نازل الكفتيريا اجيب قهوة
مريم ارجوك روح من هنا احنا مش محتاجين حاجه منك
ادهم بحزن واضح حاضر انا حروح بس لما اتطمن على مامتك الاول 
و ذهب من امامها ليحضر القهوة و هو في غاية الحزن 
الحلقة الحادي عشر 
مر يومان على العمليه و حالة والدة مريم في تحسن مستمر و نقلوها في غرفة عادية في هذه الفترة كان ادهم يتردد عليهم
تم نسخ الرابط