رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
حتى أن قلبها كاد أن ينسى كل مامر به من ألام طيلة الفترة المنصرمةتشعر لأول مرة منذ ما حدث لها بالماضي أنها تريد ترك العنان لقلبها يتحكم بمصيرها وتدع
عقلها الذي يؤرق نفسها جانباهرولت إلى المراة لتنظر لإنعكاس صورتها فرأت وجنتيها قد ألتهبت بڼار الهوى وتحول لونهما للأحمر الداكن بفضل حبورها الشديد الذي شملها من مجرد بضع كلمات فمابالك بنظرة من ساحرتيه
حولت بصرها في التو لتلك التي سحبته عنها سريعا قبل أن ينكشف أمرها بأنها من حرضت الصغيرتنهدت لتقترب منحنية على الصندوق استعدادا لفتحه ليباغتها سؤال عزة التي قالت بتعجب
نظرت لها باستنكار لترد نافية
لا طبعاانا رفضتها وهرجعها له بكرة
أمال بتفتحيها ليه!
تنهدت قبل أن تجيبها وهي ترفع كتفيها مدعية اللامبالاة
هو طلب مني أشوفها وأقول له رأيي فيها
قطبت عزة جبينها وهي تقول متعجبة
امره غريب قوي الجدع ده
فتحت الصندوق لتجد مجسما صغيرا لشخصية شرشبيلالكرتونية لتضحك بصوت عال جعل من عزة ويوسف يهرولان لمكانها ليشاهدا ما يضحكها بهذه الطريقة الهستيرية أخرجت المجسم بيدها بطريقة إستعراضية لتمرره أمام أعينهم ليشهق الصغير متمتما بذهول
أما عزة فلوت فاهها لتقول وهي تضع كفها فوق فكها بتعجب
أعادت إيثار المجسم داخل الصندوق ووضعته فوق الطاولة واستقامت بعدما أخذت العلبة وبدأت بفتحها لتذهل من شدة ضوء تلك الإسورة المرصعة بالاحجار الألماسية بإطلالة مبهرة تسحر ناظريهاتمعنت بجمال صنعها المتقن وكأنها صنعت بمنتهى الحرفية لتبدو قطعة فنية مضيئة مزينة بفصوص الألماس المتلألئة وكأنها تعزف سيمفونية من الرقي والفخامة لتهتف عزة بعينين مسحورتين
لم تنكر إنجذابها لتلك القطعة النادرة وبرغم هذا الإنبهار إلا أنها مازالت عند قرارها التي اتخذتهالأن وفقط فهمت مغزى إصراره على رؤيتها كان على يقين بأن هديته نادرة وتسحر ومن تلك الغبية التي ترفض هدية بهذه الاناقة وبالتأكيد ثمنها باهظاستفاقت على صوت التي قالت وهي تشير بكفها أمام عينيها
مش هتلبسيها علشان تشوفيها على إيدك!
أعادت وضعها داخل الصندوق لتقول وهي تجذب كف إبنها لتجلسه على ساقيها
وألبسها ليه طالما هرجعها!
تطلعت لها لتسألها بتشكيك
هو أنت هترجعيها بجددي شكلها غالي قوي
على عجالة نطقت بتأكيد
وللسبب
ده بالذات لازم ترجع
واسترسلت بنبرة جادة
انا مستغربة هو إزاي يجيب لي هدية غالية بالشكل ده وهو ميعرفنيش أصلا
عجبك يا چو
وضعه بداخل الصندوق وتوجه صوبها من جديد وهو يقول بوجه كاشر
مش بحب شرشبيل لأنه شرير وبيحارب السنافر
اعمل لك حاجة تشربيها معايا
ياريت فنجان قهوة
أومأت وانسحبت للمطبخ لتنظر هي لصغيرها وباتت تدغدغه بأناملها في بطنه مما جعل صوت قهقهاته
تعلو وتصدح بالمكان لتجلجل أركانه تحت ابتهاج روحها
اللي واخد عقل سيادة المستشار
يتهنى به قالتها عصمت بمزاح ليرفع حاجبه متعجبا وهو يتحدث لوالداه
ده إيه الروقان ده كله الباشا الكبير والدكتورة بنفسهم بيقسموا عليا
تعالت ضحكات الجميع ليقول ماجد
على فكرة يا سيادة المستشارإنت فيك حاجة متغيرة النهاردة
هب واقفا ليقول وهو يستعد للخروج إلى الحديقة
ده الكل مركز معايا بقى أنا احسن حاجة أطلع أتمشى شوية في الجنينة
خلي بالكإنت كل مرة تتزنق فيها ومتعرفش تجاوب تهرب قالتها فريال ليرمقها باستغراب قائلا
كلي سناكس يا فيري
هزت رأسها وهي تمط شفتاها لإغاظته ليضحك على شقيقته المشاكسة وينسحب للخارجتحرك إلى أن وصل للحديقة الخلفية وأخرج هاتفة وقبل أن يطلب رقمها لغى خاصية عدم ظهور الرقم ليظهر على شاشة تلك التي كانت تتوسط فراشها وهي تقرأ كتابا بيدها عن تعديل السلوك الإنسانيلتنتبه على صوت الهاتف وما أن نظرت إلى الشاشة وجدتها مزينة بحروف إسمهفؤاد علام زين الدينفقد ظهر إسمه عن طريق برنامج ال TrueCaller لتبتسم تلقائيا وتضغط زر الإجابة لتقول بصوت هاديء كنسيم البحر
تنازل كبير من سيادة المستشار إنه يمنحني شرف ظهور رقمه على تليفوني
قابل كلماتها المشاكسة بقهقهة تفيض منها الرجولة لتداعب الفراشات معدتها على الفور مع إرتعاشة لذيذة سرت بجسدها ليتوقف عن قهقهاته ويقول بكبرياء مصطنع
دخلت التاريخ علشان رقم تليفونك ظهر عندي!
بثقة عالية أجابها
آه طبعاإنت عارفة الرقم اللي سيادتك مستهونة بيه ده كام حد في مصر يتمنى يعرفه!
ضحكت بسعادة ليتنهد بعمق ثم زفر بهدوء ليتحكم بحاله بعدما اذابته برقة ضحكتهاتحمحم ليسألها بترقب
فتحتي الهدية
وقبل أن تجيبه شاكسها مسترسلا
أظن أديتك وقت كفايةكده ملكيش حجة
وإيه رأيك سألها مترقبا لتجيبه بصوت مبتسم
لذيذ
شرشبيل
طب كويس إن شرشبيل باشا نال الرضاطب ده بالنسبة لشرشبيلإيه أخبار الهدية التانية معاك
بهدوء ورزانة اجابته
أنا قولت لك من قبل ما اشوفها إنها اكيد هتعجبنيوبالمناسبة حابة أهنيك على ذوقك المميز
ليجيبها سريعا
لسة ما اتفقناشإحنا قولنا نشوف الهدية الأول وبعدها هنحكم
قالها بصوت حنون وكأنه يترجاها مما جعلها تبتلع ريقها تأثرا وتجيبه بنبرة حاسمة خرجت مرتبكة بعض الشيء
أنا بالنسبة لي حسمت قراري من وقتها وبلغتك بيه
واسترسلت بصوت راجي أثاره
أرجوك ما
تضغطش عليا
انتعش داخله ولم يدري بما تفعل به نبرات صوتها الناعمة كل ما يعلمه أنه يشعر بحالة من الإنجذاب القوي لكل ما بتلك المبهرةنبرات صوتها بكل حالاتهجديتهانعومتهاحتى بثورتها تثوره وتجعله يريد الوقوف أمام
طلتها ساعات وساعاتتجذبه نظرات عينيها المتنوعة ما بين خجلة وسعيدة وحزينة وحتى الغاضبة منها طلتها جمالها الساحر برغم هدوئه وبرغم عدم
مقدرش أضغط عليك يا إيثارأنا لما فكرت في الهدية كان علشان أسعدك بيها وكانت بمثابة إعتذار مني
كلامك ليا قدام الباشمهندس وعيلته كان كفيل يمسح أي حزن حضرتك إتسببت لي فيه قالتها بكثيرا من الصدق والعرفان جعل قلبه يرتجف فابتسم قائلا بعدما انتوى على ان يشاكسها
على فكرةمفيش داعي كل شوية حضرتك وجنابك والكلام الكبير دهإحنا بنتكلم الوقت ك
لا طبعا مينفعش
ليه مينفعش نطقها بهدوء لتجيبه بجدية
علشان حضرتك ليك وضعك ومركزك
طب ماحضرتك بردوا ليك وضعك ومركزك الكبير قوي في عنيا وإلى هنا وكفا فقد إنصهرت مشاعر الفتاة وذابت روحها وانتهى الأمرفكلمات ذاك الماكر قد أصابت هدفها واخترقت كيان تلك التي كانت تدعي الصمود لتكتشف أنه مجرد صورة واهية إنهارت أمام كلمات ذاك الساحراتخذت من الصمت ملاذا فمن أين تأتي بكلمات وإذا وجدتها كيف تخرجها وقد إندثر صوتها تحت ما خلفه دمار كلماتهابتسم واسترسل ليخرجها من تلك الحالة التي أدخلها بها
تعرفي إن إسمك حلو قوي ومميز
واستطرد بما نهى عليها
زي كل
حاجة فيك
بصعوبة أخرجت صوتها المرتعش والذي دل على حالتها لتقول
هتكلم أقول إيه
أي حاجة منك هتبقى حلوة وحلوة قوي كمان قالها بصوت ناعم أقرب لهائم لتبتلع لعابها وهي تقول متهربة
أنا مضطرة أقفل علشان أروح أطمن على يوسف
نطقها بهيام ارتجف على اثره ج سدها ليسترسل مذكرا إياها بجدية
آه متنسيش ميعادنا بكرةالساعة خمسة مناسب ليك
نطقت بصوت مازال متأثرا
مناسب جدا
إتفقناتصبحي على خير نطقها بصوت ناعم لترد بهدوء
وحضرتك من اهله
إمممممممإحنا قولنا إيه
إبتسمت لتجيبه
وإنت من أهله
خليك كده دايمالقد خلقت السعادة من أجل إزدهار روحك وإنارت وجهك مابالك أنت بالحزن يا فتاة
شعورا هائلا بالسعادة إحتل مدينتها لتجيبه بصوت يفيض
فرحا
يظهر إن الباشا ليه في الشعر كمان
أنا ليا في كل حاجة محتاج بس اللي يكتشفني قالها بمشاكسة لتبتسم قائلة بهدوء
بعد إذنك
أغلقت سريعا لتأخذ نفسا بعمق وكأنها كانت تكظم أنفاسهابلا وعي ضمت الهاتف إلى صدرها لتغمض عينيها وهي تطلق تنهيدات عميقةشعورا حلوا ولأول مرة تصل إليه وتتعايش داخله تيقنت أنها لم تكن أكثر من ردة فعل على مشاعره الفياضة تجاه هالقد احبت حبه لها وأثارها
أما ذاك الماكر الذي تبسم بارتياح بعدما رفضت وبشدة هديته القيمة والتي أختارها بعناية فائقة بحيث تسحر من تراها ومن الوهلة الأولى تتمناها ويصعب على أي أنثى رفضها لكنها مقابل كل هذا الإغراء رفضتها لتريح قلب ذاك المجروح الذي طعن بظهره على يد من سلمها حياته وكان يغفو بجانبها مطمأنا لذا سيكون حذذرا إلى أبعد الحدود مع تلك ال إيثار وخصوصا بعدما استمع إليه من صديقه وكيل النائب العام بشأن أقوال والد طليقها عن إبتزازها لنجله واستغلال الصغير من أجل الحصول على المال مقابل رؤيته سيضع جميع الإحتمالات ولم ولن يعطي الأمان بسهولة وضع يديه بداخل بنطاله القطني ليفرد قامته لأعلى وبدأ يتنفس
صباحا
داخل منزل أيمن الاباصيري وبالتحديد بغرفة الطعام كانوا يصطفون حول المائدة يتناولون وجبة فطارهم الصباحي لتقول لارا بنبرة هادئة
بابيكنت عاوزة أروح أقعد مع إيثار شوية بالليليوسف وحشني قوي ونفسي أشوفه
روحي يا قلبي خلي السواق يوصلك الساعة ثمانية وإن شاء الله في الويك إند هنعزمها هي ويوسف وعزة ييجوا يقضوه معاناوممكن نعمل باربكيو
إبقي إسأليها على رأيها في الفستان يا لاراأصلها مكلمتنيش وقالت لي رأيها فيهوخاېفة يكون
ذوق مين ده اللي ميعجبها شأنا مراتي ذوقها يعجب الباشا
اتسعت ابتسامتها لترد بسعادة
ميرسي يا حبيبي
أجابها أيمن بهدوء
أكيد إنشغلت لأن كان عندنا شغل كتير متأخر وكان فيه إجتماع مهم جدا إمبارح هتكلمك النهاردة أكيد
عادي يا اونكل براحتهاأنا بس إستغربت لأن أي هدية بجيبها لها بتكلمني بعدها على طول وتشكرني قالتها بهدوء ليقف ايمن بعدما جفف فمه بالمحرمة الورقية وهو يقول
أنا ماشي عاوزة حاجة يا حبيبتي
ميرسي يا حبيبي نطقتها نيللي براحة ليقف أحمد وهو يقول
أنا كمان لازم أتحرك حالا علشان عندي عملية بدري
هبت سالي من مقعدها لتجاور زوجها الوقوف قائلة باهتمام
هوصلك يا حبيبي
قاطعتها نيللي بهدوء
إقعدي يا سالي علشان عاوزة أخد رأيك في حاجة مهمة
واستطردت بعدما وجدت منها نظرات متعجبة
أحمد خارج مع بباه فمفيش داعي توصليه
قبل أحمد جبهة زوجته ليتحرك بجانب ابيه تحت تعجب سالي لتقف لارا قائلة
أنا هروح أبلغ إيثار في التليفون إني هزورهاوكمان اختار من على أمازون كام هدية ليوسف علشان يلحقوا يوصلوا
ابتسمت لها نيللي
________________________________________
لتنسحب الفتاة منطلقة للأعلى لتتطلع نيللي لتلك التي مازالت متسمرة بوقفتها لتشير لها وهي تقول باستغراب
ماتقعدي يا سالي
جلست لتسألها بارتياب
خير يا طنط
نظرت لها بحزم لتتحدث بصوت صارم وكأنها تحولت
لأخرى
ياريت اللي حصل في دار الأوبرا أول إمبارح ما يتكررش تاني لانه لو إتكرر هزعل
متابعة القراءة