الټفت
المحتويات
.. هب واقفا وهو يقترب منها قائلا
مالك يا حبيبتى
قالت وقد ظهر عليها آثار الإعياء
مش عارفه بطنى وجعانى من الصبح
أمسكها وأجلسها على الفراش ووضع وسادة خلف ظهرها ودثرها ثم قال بحنان
هنزل أعملك حاجة دافيه
قالت له
استنى يا مراد أنا شاكه فى حاجه كده
جلس بجوارها وقال بإهتمام
شاكه فى ايه
بجد .. بجد يا مريم
قالت بسرعة
معرفش متعشمش نفسك إلا لما نعمل تحليل الأول .. عشان منزعلش لو النتيجة نتيجاتيف
هب واقفا وقال
طيب يلا تعالى نروح سوا نعمل التحليل
ساعدها على النهوض ثم أوقفها قائلا بقلق
لو تعبانه ممكن نأجلها
قالت مريم وقد بدا عليها أنها استعادت نشاطها
ثم استدركت
بس متقولش حاجة لماما ناهد و ماما زهرة إلا لما نتأكد الأول
خرجا معا لعمل تحاليل الډم وأمضيا الساعات التى تفصلهما عن النتيجة فى التجوال والسير على النيل والتحدث معا وإفضاء كل منهما الى الآخر بمكنونات قلبه .. عادا الى الفيلا ودخلا غرفتهما .. قال مراد
قالت مريم وهى تبدل ملابسها
بس هما قالوا النتيجة الساعة 6 والساعة لسه 5 إلا
قال مراد بلهفه وهو يمسك الهاتف
مش قادر استنى
أوقفته مريم بيدها وقالت بقلق
ولو طلعت نيجاتيف
أمسك مراد ذراعها وضمھا اليه بقوة قائلا
هقول الحمد لله برده .. أنا أهم حاجة عندى انك كويسه .. واننا مع بعض يا مريم
يلا اتصل
اتصل مراد وأملاهم اسم مريم وانتظر لسماع نتيجة التحليل .. مرت الثوانى كساعات بل كسنوات حتى قال
حضرتك متأكد .... طيب متشكر
أنهى المكالمة وعيون مريم معلقة به فى لهفه وقالت
ايه يا مراد
اتسعت ابتسامته وعيونه تنطق بالسعادة .. هتفت مريم بفرح وهى تضع يديها على فمها غير مصدقه
عانقها مراد بقوة قائلا بسعادة
أيوة حامل .. حامل يا أم .....
ثم ابتعد ونظر اليها بفرح قائلا
الا قوليلى هو احنا هنسمى ايه
صاحت بفرح طفولى
مش مهم انشاله نسمى اللمبي المهم انى حامل مش مصدقه
خرجت من الغرفة مسرعة وهى تصرخ منادية
ماما زهرة .. ماما ناهد
مريم متجريش كده بالراحه
دخلت مريم غرفة المعيشة حيث كانت المرأتان جالستان معا أمام التلفاز .. نهضت زهرة بسرعة وقالت
فى ايه يا مريم
هبت ناهد واقفه هى الأخرى وهى تقول
مالك يا حبيبتى انتى و مراد كويسين
قالت مريم بفرحة كبيرة
أنا حامل يا ماما
تعالت صيحات الفرحة التى أطلقتها المرأتان .. وعانقتاها بشدة .. دخل مراد قائلا بمرح
يا مريم اعقلى أبوس ايدك احنا ما صدقنا
جذبها من ذراعيها وأجلسها بالقوة .. جلست مريم وهى تضع يدها على يد زوجها الممسك بكتفها وتتطلع اليهم بسعادة وترى نظرات الفرح فى أعينهم جميعا .. اغرورقت عيناها بالعبرات وهى تستشعر نعم الله عليها .. وتردد بلسانها وقلبها وكل جوارحها
الحمد لله
انتهت سهى من صلاتها ووقفت أمام الشباك تنظر الى السماء وتضم يديها الى صدرها .. كان فى عينيها نظرات الرجاء والخۏف .. بعد قليل وجدت أمها تدخل علهيا قائله
ايه ده يا سهى لسه مجهزتيش .. ادخلى استحمى يا بنتى .. عايزين نلحق ورانا حاجات كتير النهاردة
التفتت اليها سهى وتمتمت بخفوت
حاضر يا ماما
دخلت سهى وأخذت دشا وهى تفكر .. ترى أتقبل الله توبتها حقا .. أستستطيع فتح صفحة جديدة فى حياتها دون النظر الى الماضى .. أم أنها ستفضح شړ ڤضيحة لها ولعائلتها .. خلال الشهور الماضية تنامى حسن ظنها بالله .. لم تعد ترجو سواه ولا تأنس بالحديث مع غيره .. كانت تدعو الله بأن يتقبل توبتها ويغسلها من ذنوبها .. كانت مستبشره بقول الله تعالى بعد أن ذكر جرائم الشرك والقتل والژنا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما .. وخلال الشهور الماضية التحقت بأحد المعاهد الدينية لتتفقه فى أمور دينها حتى لا تدع أحدا يخدعها مرة أخرى فى أى أمر من أمور حياتها .. عرفت الطريق الصحيح وانضمت للصحبة الصالحة التى أعانتها كثيرا وخففت عنها كثيرا دون أن تخبرهم بكنة ذنوبها .. استخارت كثيرا قبل أن توافق على العريس الذى تقدم لها .. لم تخبره أى شئ عن ماضيها .. لم تخبره أى شى عن ذنوبها .. لم تجاهر بمعصيتها أمام أى أحد .. عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم كل امتى يدخلون الجنة الا المجاهرين قالوا و ما المجاهرين يا رسول الله قال من يفعل ذنب فيستره الله فيصبح هو و يقول فعلت كذا و كذا .. استعدت لهذا اليوم كأى عروس .. وقفت فى المساء أمام المرآة تتأمل ثوبها الأبيض ناصع البياض وقلبها يبكى قبل عينيها .. كانت تردد دعاءا واحدا فقط اللهم استرنى فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك .. لم يفتر لسانها
متابعة القراءة