الټفت
المحتويات
شئ تريده هو البكاء أمام هذا الرجل القاسې .. ألقى مراد نظرة عليها ثم قال ببرود
جوزك اتوفى من أد ايه
نظرت اليه بدهشة قائله
عرفت منين
قال بسخرية
أكيد عرفت فى كتب الكتاب لما جدك ادى قسيمة جوازك وشهادة الۏفاة للمأذون
صمت قليلا ثم أعاد سؤاله ببرود
ماټ من أد ايه
شعرت بالحنق لأنه يتدخل فى خصوصياتها .. فقالت بضيق
ضحك بسخرية قائلا
سنة .. ولحقتى تنسيه وتدورى على غيره
شعرت مريم بالمهانة مرة أخرى فإسلوبه لم يكن محتملا بالنسبة لها .. صكت على أسنانها وكظمت غيظها .. فأكمل مراد متهكما
وملقتيش غير الصعيد .. أديكي اتدبستى فى جوازه
لم تتفوه مريم بكلمه نظر اليها فوجدها ساكنه هادئه لا تظهر أى من انفعالاتها الداخليه فأغاظه ذلك فأكمل ساخرا بقسۏة
خفق قلب مريم
والتفتت لتنظر اليه .. فتلاقت أعينهما شعرت بأن عيناه كعين الصقر مصوبتان اتجاهها وقال بوقاحه
اظاهر ان جمال مكنش مكفيكي
فاق ما قاله قدرتها على الإحتمال فصړخت فيه
وقف العربية .. بقولك وقف العربية
لو موقفتش العربية هنزل منها وهى ماشية
صړخ فيها مراد پغضب
اقفلى الباب ده وبطلى جنان
قالت بإصرار
بقولك وقف العربية دلوقتى حالا يا إما هنزل منها وهى ماشية
ضغط مراد على الفرامل بقوة فأصدرت السيارة صوتا مرعبا .. توقفت السيارة فأسرعت مريم بمغادرتها حاملة حقيبة يدها .. مشيت فى الإتجاه العكسي .. فى طريقها الى النجع مرة أخرى .. نظر اليها مراد من مرآة السيارة پغضب ثم انطلق بسيارته فى طريقة مرة أخرى .. مشت مريم مسرعة وهى تشعر پغضب بالغ .. كان ڠضبها يعميها على التفكير .. لا تعلم حتى الى أين ستذهب فى هذا الليل الذى قد أسدل أستاره .. وهى وحيده فى هذا الطريق الصحراوى الذى تسمع فيه من بعيد عواء الذئاب .. لكنها لم تعد تبالى بأى شئ لا تبالى أبدا .. سارت عدة أمتار ثم فجأة وجدت سيارة قادمة من الخلف وتقطع عليها الطريق لتتوقف أمامها .. التفتت لټرتطم نظراتها بنظرات مراد الغاضبة .. ران الصمت عليهما لفترة .. ثم قال مراد بلهجة آمرة دون أن ينظر اليها
ظلت واقفه أمامه وهى فى حيرة من أمرها .. فأعاد ما قال بصوت أكثر قسۏة
قولتلك اركبي
تنهدت مريم بعمق .. ثم لفت حول السيارة وأعادت الجلوس فى معقدها .. أدار مراد سيارته وعاد فى اتجاه القاهرة مرة أخرى .. صمت كلاهما .. كانت مريم تتنفس بسرعة وقلبها يخفق بإضطراب .. قال مراد بصرامة دون أن ينظر اليها
لم تجيبه .. ولم ينتظر ردا .. وأكملا طريقهما فى صمت .. صمت لم يقطعه كلمة من أى منهما .. ولا حتى نظرة .
الفصل الرابع عشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
قال مراد بلهجة آمرة دون أن ينظر اليها
اركبي
ظلت واقفه أمامه وهى فى حيرة من أمرها .. فأعاد ما قال بصوت أكثر قسۏة
قولتلك اركبي
اياكى تكرريها تانى
لم تجيبه .. ولم ينتظر ردا .. وأكملا طريقهما فى صمت .. صمت لم يقطعه كلمة من أى منهما .. ولا حتى نظرة .
بعد عدة ساعات عبرت سيارة مراد بوابة الفيلا .. نظرت مريم حولها وهى تتطلع الى الفيلا والحديقة فى ظلام الليل .. أخرجت هاتفها واتصلت بجدها قائله
أيوة يا جدو .. وصلت الحمد لله
طيب يا بنيتي طمنتيني .. خلى بالك من نفسك .. ولو احتجتى حاجه كلمينى طوالى
نزل مراد من السيارة وأخرج حقيبة مريم وحقيبته .. مدت مريم يدها لتأخذ منه حقيبتها لكنه لم يلتفت اليها وصعد الدرجات الى باب الفيلا .. لم يحتاج الى اخراج مفتاحه .. فلقد فتحت أمه الباب بمجرد أن سمعت صوت السيارة .. صعدت مريم الدرجات خلفه ببطء وهى تشعر بتوتر بالغ .. كعابر سبيل ضل طريقه .. عانقته أمه قائله
حمدالله على السلامة يا مراد اتأخرتوا أوى كده ليه
قال مراد بصوت متعب
لا اتأخرنا ولا حاجه يا ماما المسافة كبيرة أصلا
نظرت ناهد خلفه تتطلع الى مريم الواقفه أمام الباب .. ابتسمت اليها قائله
أهلا بيك .. ألف مبروك
اومأت مريم برأسها وقالت بتوتر بالغ
أهلا بحضرتك
أشارتناهد بيدها قائله
اتفضلى ادخلى
دخلت مريم وهى تشعر بالإضطراب وقفت بجوارهما وهى لا تدرى ماذا تفعل وماذا تقول .. تفحصتها ناهد ثم رسمت ابتسامه على شفتيها قائله
زمانكوا تعبانين من السفر يلا اطلعوا ارتاحوا
أشار لها مراد بإتجاه السلم الداخلى قائلا
اتفضلى
صعدت مريم
معه وهى واثقه كل الثقه أنه لم يبقى الا لحظات وتقفد وعيها من فرط التوتر .. كانت فى موقف لا تحسد
متابعة القراءة