روايه بحر العشق جميع الفصول الشيقة بقلم سعاد محمد
المحتويات
براحه كبيره فى قلبه الذى لوقت كان بداخله يرتجف بشده خشية أن يتضاعف وز أخطأوه
بمنزل الشردى وضع وفيق الهاتف فوق تلك الطاوله يزفر نفسه بعصبيه جذب فنجان القهوه الموضوع أمامه وارتشف قطره واحده ثم وضع الفنجان على الطاوله مره أخرى يشعر بإمتعاض ثم نادى على ناهد التى دخلت الى الغرفه سريعا برجفه تشعر أن ساقيها تتخبط فى بعضهما نظرت نحو وجه وفيق الموجوم بوضوح قائله بصوت مهزوز
نظر لها وفيق قائلا
إعمليلى قهوه وخدى دى بردت
هدأت ناهد كثيرا وإزدرت ريقها الجاف قائله
حاضر بس إهدى قولى فى أيه اللى معصبك اوى كده
نظر لها وفيق للحظه يشعر بندموغصات قويه فى قلبهيبدوا أنه يدفع ثمن خسارته ل فاديه
آهالقلب يآن وهو يغمض عينيه للحظه رأى رؤيته
فتح عينيه على واقع آخر هو ناهد التى إقتربت منه بدلال أنثوى تحاول تهدئته قائله
مالك بس أيه اللى مضايقك أوى كدهإحكى لىأنا مراتك وسرك
نظر لها بإمتعاض قائلا بأمر
قبل أن ترد ناهدردت ماجده التى دخلت للغرفه
أنا هنا يا وفيقفى أيه بتزعق كده ليهأنا صحيت من النوم على صوتك العالى
نظر وفيق نحو ناهدكذالك ماجده التى قالت لها
روحى إعمليلى اللى وفيق قالك عليه يلا بسرعه وبلاش وقفتك دى
رمقت ناهد ماجده ببغض لكنمثلت الخضوع أمام وفيق قائله
غادرت ناهد الغرفهذهبت خلفها ماجده الى باب الغرفه وتأكدت أنها إبتعدتفأغلقت باب الغرفه قائله
قولى فى أيه مالك أيه اللى معصبك أوى كده
زفر وفيق نفسه بحسره قائلا
معصبنى اللى بيحصل لينا زى ما تكون لعنه وحلت علينا فجأهمش عارف هلاقيها منين ولا منين
شعرت ماجده بالخيبه وقالت بتهوين
أنا كمان مش عارفه أيه اللى حصل فجأه كده وحال أختك اللى بقت زى المېته بالحيا مقضيه وقتها كله نوم مش عارفه إذا كان هى عاوزه كده ولا ده بسبب تأثير العلاج عليها حتى ولادها جم مقعدتش معاهم حاجه ونامت وهما من شويه رجعوا بيت زهران
مش بس ده السبب فى عصبيتى
جلست ماجده على أحد المقاعد قائله بإستفسار فى أيه حصل تانى هى كده المصاېب لما
بتجى بتجى مره واحده
رد وفيق بسأم
المصنع الجديد اللى إشتريته يعتبر إنتهى بعد الحريق أنا كنت مستنى تقرير لجنة التأمينات وقولت المبلغ اللى هيجى من التأمينات هيعوض شويه الخساير لكن تقرير لجنة التأمينات أكد أن الحريق كان مفتعل وفى الحاله دى شركة التأمينات مش ملزمه بدفع أى تعويض
قصدك أيه إن الحريق كان مفتعل ومين اللى إتسبب فى الحريق ده مش قولت السبب ماس كهربائى فى المصنع
تنهد وفيق بندم يشعر بقسۏة الخساره قائلا
فعلا ده السبب الظاهرى لكن بعد فحص لجنة
التأمينات أكدت أن كان
فى تعمد فى الحريق بتعلية معدل الڤولت بتاع المصنع
إستغربت ماجده قائله
ومين اللى إتعمد الاذى ده لينامنه للهإحنا عمرنا ما آذينا حد فى حياتنا
نظر وفيق لها ود أن يقول لها أن ما يحدث هو ذنب فاديه التى ظلموها لسنواتلكن بماذا ينفع الندم الآنفاديه كانت وجه الخير عليه بمجرد أن دخلت الى حياته إزداد رزقه وإزدهروكأن حين خرجت من حياته نقص رزقه وتنغصت حياته بزوجه لا يشعر معها براحهكذالك ذالك الحمل الذى أصبح يشك في إستمرارهوسيتأكد من ذالك بأقرب وقت
بمنزل زهران مساء
دخل فاروق الى المنزل
وجد أبناؤه الثلاث يجلسون معا تحت أحد المظلات بالحديقه جالسون بهدوء دون مشاحنات مع بعضهم على عكس طبيعتهم السابقه تعجب وذهب الى مكان جلوسهم
جلس لجوارهم مستغربا صمتهمشعر بنغصه فى قلبهقائلا
مالكم قاعدين ساكتين على غير العاده مش بتتشاقوا
نظر له أطفاله الثلاث بتصعيب صامتين مما جعله يشعر بوخزات قويه فى قلبه ونهض من مكانه وجلس بالمنتصف بينهم وفتح لهم ذراعيه مبتسما مما جعل الأطفال هم الآخرون يبتسمون وهم يقتربون منه وهو يضمهم بحنان قائلا
قولولى بقى مالكم كده ساكتين ومسهمين على غير العاده
تدمعت أعين إحدى البنتين قائله
ماما يا بابا روحنا لها النهارده فى بيت خالو وفيق قعدت معانا حبه صغيرين وسابتنا ونامت وبعدها تيتا ماجده قالت لينا نرجع لهنا هى ماما هتفضل هناك لحد أمتى إحنا مبقناش بنحب نروح بيت خالو وفيق من يوم طنط فاديه ما سابت البيت وكمان أتجوز من طنط ناهد اللى مش بتحبنا خالص ومش بتعاملنا كويس غير قدام تيتا وخالودى كدابهطنط فاديه كانت أحسن وأحلى منها وكانت بتحبنا مش زى دى غشاشه
تنهد فاروق بحسره فى قلبهبينما قال إبنه
عارف يا بابا طنط فاديه كانت حنينه أوىحتى أحن من ماما مكنتش بتزعق لينا وكانت بتفهمنا بالراحهيلا هو خالو وفيق اساسا مش بيسمع غير لكلام تيتا ماجده أوقات كتير كنا بنتمنى إن ماما تعاملنا زى طنط فاديه أو حتى كانت تبقى هى مامتنا
تنهد فاروق بآسى يشعر بالندم الشديد ليته كان حارب من البدايه فحتى أطفاله يتمنوها أم لهملكن ليست كل الأمانى نستطيع تحقيقها بأيدينا
جلس فاروق مع أطفاله لأول مره بحياته بهذا الشكل الودى البسيط القريب منهم يسمع لهم ولاحاديثهم المتفرقه وشعورهم بالوحده واليتم الظاهر عليهم رغم انهم كانوا يعيشون بينه وبين سحرلكن يفتقدون للأحتواءإحتواؤه لهم
هو كان يعيش معهم وبعيد عنهم بنفس الوقتكل منهم يقول له ماذا يتمنى أن يصبح مستقبلاوالأمنيه الوحيده المشتركه بينهم أن يشعروا بالأحتواء المفقودفليس فقط وجود أم وأب مجرد واجههبل الأهم هو الموده والحب بين افراد العائله الصغيرهوهذا كان ومازال مفقود لديهم وإزداد بترك سحر للمنزل وبقائها بمنزل والداتها بحجة العلاجحقا لم تعد تصلح كزوجه تلبى متطلبات زوجها الحثيهلكن ليس هذا الشئ فقط ما يجمع بين الزوجينربما تجمع بينهم موده ورحمه على الأقل من أجل سد إحتياج أطفالهم لهم حسم أمره سيتحدث مع سحر بهذا الشآن ويصل لطريق تفاهم جديد بينهمهو لم تعد النساء تشغل عقله بعد أن تأكد من خسارة فاديه نهائياهو يستحق ذالك هو من بدأ بالتخلى والخذلانوعليه تكيف حياتهوينهى ذالك الإستسلام بحياته للندم على ما أضاعههنالك فرص أخرى تعطيها الحياهوأكبر فرصه له هى أطفاله اللذين يحتاجون ل أب سند وحمايه لهم يحتويهم بحنانه رغم فقدانه لذالك الحنان
مساء
أمام الغرفه الموجود بها صابرين
كان يجلس رائف مع عوادالذى أخبره بتقرير الفحص الجنائىتعجب رائف متسألا
يعنى فرامل العربيه كانت مقطوعه عن قصد بقى طب مين اللي عمل كده وهدفه أيه
رد عواد بإستياء
معرفش أنا حاسس إنى فى كابوس مش عاوز يخلص وصابرين زى ما تكون مبسوطه فى الغيبوبه ومش عاوزه ترجع منها
تنهد رائف قائلا بموساه
إهدى بس دكتور الإفاقه دخل من شويه وأكيد هيطلع يبشرنا إنها فاقت وكل شىء هيبقى سهل بعد كده
زفر عواد نفسه بإستهزاء قائلا
منين جالك إن اللى جاي هيبقى سهل أنا كل اللى بتمناه دلوقتي هو صابرين تفوق من الغيبوبه اللى هى فيها ومش فارق معايا هيحصل أيه بعد كده حتى لو رجعت تانى مشلۏل
شعر رائف بالحزن على حال عواد ولكن قبل أن يتحدث آتى الى مكان جلوسهم سالم
نهض رائف له كى يجلس مكانه رغم
أن سالم أعجب بذوق رائف لكن وضع يده على كتفه ونظر نحو عواد بترقب قائلا
أنا مش جاى
أقعد قولولى أيه الأخبار الدكتور خرج من عند صابرين ولا لسه
صمت عواد كان الرد لكن بنفس الوقت آتى الى سالم إتصال هاتفى أخرج الهاتف من جيبه ونظر للشاشه قائلا
دى فاديه أكيد هتسألنى عن صابرين
خفق قلب فادى حين سمع إسم فاديه وتحدث بهدوء
رد عليها حضرتك وقول لها لسه دكتور الإفاقه مخرجش من الاوضه ولا حتى مدام شهيره
إستمع سالم
لقول رائف وقام بفتح الخط لكن قبل أن يتحدث سمع صوت فتح باب غرفة صابرين فترك سالم الرد عليهابل أغلق الأتصال بالخطا
وذهب نحو الطيب الذى خرج من غرفة صابرين مبتسما يقول
الحمد لله المريضه إستجابت للإفاقه وفاقت بس ياريت بلاش إزعاج وضغط عليها
نهض عواد يشعر بسعاده عارمهكذالك رائف وسالم الذى لم ينتظر ودخل الى الغرفه سريعاوخلفه عواد
بينما ظل رائف بخارج الغرفه لكن فكر بدهاء هذه فرصته للحديث مع فاديه وإخبارهابالخبر السعيد
بالفعل خرج الى حديقة المشفى وقام بطلب رقم فاديهإتصل أكثر من مره الى أن ردت فاديه عليه بعصبيه وإندفاع
أنا كنت بتصل على بابا وبعد ما كان رد عليا قفل الخط وبطلبه تانى قفل فى وشى و مش بيرد
تبسم رائف قائلا
انا فى المستسفى على فكره وفعلا والدك كان هيرد عليك بس الدكتور خرج من اوضة صابرين
تلهفت فاديه وتسرعت قائله بتوجس وترقب
بجد إنت فى المستشفى طب الدكتور خرج وقال أيه
تبسم رائف قائلا
قال إن صابرين فاقت
بجد!
هكذا كان رد فاديه بصوت يشوبه السعاده البالغه حتى انها أكملت
طب انا هاجى للمستشفى فورا
تبسم رائف بشوق قائلا بمكر
وميلا هتجيبها معاك
ردت فاديه ببساطه
لأ طبعادى طفله صغيره وغلط تجى للمستشفى ممكن تلقط أى عدوىهسيبها مع صبريه
شعر رائف بسعاده قائلا بخباثه
بس دى بنتى وانا عاوز أشوفها وبصراحه محرج أجى لعندكم فى البيت
تنهدت فاديه قائله
بعدين أبقى أشوف مكان كويس تشوف فيه ميلا كفايه إنها كانت ممكن تتعب يوم ما جبتها حضرتك للمستشفى إنت أثبت إنك شخص غير مسؤول يلا بالسلامه
قالت فاديه هذا ولم تنتظر رد رائف الذى تبسم ببرود قائلا
مع السلامه يا فتوش
بينما بغرفة صابرين
دخل سالم مبتسما بانشراح وتوجه مباشرة الى الفراش التى تنام عليه صابرين نظر لها راها تفتح عينيها بتلقائيه منه إنحنى يقبل رأسها هامسا بحنو
أهلا بعودة الأميره الصغيره
شعرت صابرين بغصه قويه بقلبها ولم تعطى أى رد فعل هى حقا للتو فاقت من غيبوبه لكن تلك الغيبوبه للآسف لم تمحو ذاكرتهابل رسخت بعقلها قسۏة سالم عليها الفتره الماضيه وأتخذ عقلها رد فعل طبيعى بعد ما تحملته كل تلك الفتره الماضيه من تجاهل منه لها عن قصدليبقى التجاهل متبادل إذن
بينما عواد إقترب من الفراش بخطى وئيدهلسببان
السبب الاول آلم ساقيهوالسبب التانى الندم على حدث منه وتسبب لها بذالك الحاډث
أصبح امامها مباشرة بعد أن تنحى سالم عن رأسها وجلس لجوارها على الفراشوحاول مسك يدهالكن هى رغم آلم أصابعهاإبعدت يدها عن يد سالملكن سالم تمسك بيدها ومسد عليهافحاولت إدعاء الآنينمما جعل سالم يترك يدهاوظن أن يدها مازالت تؤلمها
نظر عواد الى وجه صابرين وشعر بهدوء نفسى حين رأى عينيها مفتوحهزال عنه ذالك الآلم النفسىوللغرابه الآلم الجسدى أيضا كم أراد أن يخرج سالم وشهيره التى كانت موجوده بالغرفه مع الاطباء أثناء إفاقة صابرين
يخرحان من الغرفهكى يتثنى له ان يضمها لصدره ويقول لها
متابعة القراءة