جاسر للكاتبة نور

موقع أيام نيوز

قدميها .. ضيق تنفسها ... انتفاخ بطنها المريب كان بسببهم... تعالى صړاخ الطفلة الصغيرة بينما اشقائها نائمين كالملائكة بأجنحة بيضاء ... تحركت غريزة الامومة داخلها تدعوها لحمل تلك الباكية بشدة.... كانت جميلة بحق لا يوصف بوجنتيها الحمراء التى تجعلك تريد قضمها ثغر جميل ناعم ... ضمتها الى صدرها بحنان ... تعلق قلبها بها بشدة فهي طفلتها ... هدأت قليلا ليسكن بكائها مع احتضان والدتها لها فتحت عينيها ... تنظر له ببرائة كانها تقول ... مرحبا امي انا هنا... اشتقت لرؤيتك .. كانت تضع يدها الصغيرة على خدها.... امعنت النظر اليها لتجد انها اخذلتها و جذبت اعين والداها ... نعم فإن عينيها باللون الفيرزي الفاتح ... يسلب القلوب...
.... الف مبروك يا مدام حور يتربو في عزكم ان شاء الله
كانت في عالم اخر غافلة عن اي كلمة تخرج من اي احد ليرد جاسر الذي كان يلتهمهم بنظراته .. 
... انا متشكر اوي يا دكتورة
الطبيبة... على ايه يا جاسر بيه دا واجبي مدام حور شكلها مش معانا خالص الولاد خطڤوها ربنا يباركلك فيهم والف مبروك مرة تانية
جاسر... الله يبارك فيكي
خرجت الطبيبة ليدلف سليم و انعام الذين كانوا ينتظرون خروجها بفارغ الصبر ... اقترب سليم منهم ليتفاجئ من التؤمان النائمين على فراشهم ببرائة شديدة ... وما الجم لسانه لاحقا كام وجود تلك الطفلة بين ذراعي حفيدته... ابتسم برفق و سالت الدموع على وجنتيه المجعدة قائلا
سليم... بسم الله ما شاء الله الف مبروك يا ولاد
جاسر بابتسامة ماكرة... الله يبارك فيك يا جدي شوفت قدرات حفيدك اظن مش حارمك من حاجة نظر له بشراسة مردفا پغضب.. اخرس 
اتجه جاسر الى انعام التى تقف تتطالعهم بدموع فرحة سعيدة بما تراه من رونق ساحر يملئ الغرفة 
جاسر... ايه يا دادة مش هتقولي حاجة اديني اهو حققتلك امنيتك وجبتلك بدل الواحد تلاتة شهيصي بقى
لكزته بخفة لتحاوط وجنتيه بحنان ام قائلة... الف مبروك يا حبيبي ربنا يسعدكم كمان وكمان
قبل يدها التى تربت عليها مردفا ... ربنا يخليكي ليا يا ست الكل
التفتوا جميعا الى تلك التى تحتضن الصغيران بحب و تطبع القبلات على وجههم بلهفة ام انتظرت حتى ترى وجه طفلها القابع في رحمها منذ شهور... لا تصدق نضارة الحياة التى ازهرت في بستانها اكاليل من عقود الياسمين العطر... على هيئة ثلاثية الشكل ...
حور... شايف يا جدو حلوين ازاي
ربت سليم على رأس الصغار بنعومة مردفا بحنو... اه يا حبيبتي ربنا يبارك فيهم و يطلعوا احسن ناس ان شاء اللهاقترب جاسر هامسا في اذنها بصوت مغري وقح... ايه رايك فيا اسد مش كده
رفعت رأسها تتطالعه پحقد و ڠضب حارق كأنها نمرة شرسة على وشك الانقضاض على احد فرائسها قائلة
حور... انا مش هرد عليك دلوقتي بس حسابك تقل معايا اوي يا اسد
غمز لها بخبث قائلا.. وانا مستنى
دخلت احدى الممرضات تخبرهم بضرورة الذهاب حتى تستطيع فحصها .. قبل رأس صغاره و اشتم رائحة عبيرهم الطفولي المحبب الى قلبه ليردف برقة مقبلا شعرها..
جاسر.. هرجعلك تاني
اومأت برأسها مواقفة ولم ترد بكلمة...
اجتمع رعد و حازم مع الوفد الايطالي الذي تم توكيل اليه مهمة التصاميم الداخلية للقرية السياحية.. بشكل عام ... لذا فكان الاجتماع طويلا.. نوقش على أثره كل ما يخص المشروع ... بعد عدة مجادلات أستقروا على فكرة واحدة تضمن نجاح العمل ... استأذن الوفد مع المترجم و خرجوا تاركين ورائهم جسدان منهكان من شدة التعب....
رعد.... انا ھموت خلاص مش قادر
حازم... ومين سمعك دا انا بفرفر
ضحك بخفة على حديث صديقه قائلا... انا نفسي اعرف انت بتجيب الالفاظ دي منين يا بني انت راجل متجوز هتبقى قدوة لعيالك ازاى
نهض واقفا مردفا بغمزة وقحة... بمناسبة العيال انا طاير بقى
قهقه بشدة ليقول بانفاس متقطعة... طول عمرك ساڤل مش هتتغير ابداالتقط مفاتيح سيارته وقال بعبث.. سايبلك الاحترام سلام
دلف الى جناحه يخلع جاكت بدلته يلقيه على احد الارائك تنهد بعمق حتى اتسعت رماديتاه پصدمة ... انها كما تركها قبل ساعات.. على فراشهم سحب كمية كافية من الهواء يدخلها لشعبه الهوائية فإن لم يصاب بالجنون فلابد من اصابته بأحد السكتات الدماغية او القلبية لا يعلم ولكن حظه سيقعه في إحداهن....
تسطح على الفراش بجانبها يحاول
ايقاظها ... لكن لم تفق بل ما زاد الطين بلة انها كانت تتمطى ببطئ مغرى مصدرة صوت آهات معارضة اذابته كالذبدة الطرية في عمق طنجرة حامية تشتغل الڼار من تحتها لټحرقها اكثر... انها تتعمد إثارته فلتتحمل ما يحدث .. هم بالاقتراب منها ليصدع صوت رنين هاتفه... هذا ما كان ينقصه الآن... التقطته ليجيب قائلا بحنق.. 
.... عايز ايه يا ملك الافترى
جاسر... شكلي جيت في وقت مناسب جدا
حازم بهمس.. ابو شكلك
جاسر بحدة.... بتقول ايه يالا
حازم.. مبقولش عايز ايه البيه كارمني بفضله عليا ومتصل ليهجاسر ببرد... انزل انت و رعد حالا انا محتاج حد معايا لانك يا حلو بقيت عمو 
حازم بفرح... بجد حور ولدت الف مبروك يا وحش 
جاسر... الله يبارك فيك يا عمو وانجز بقى و بكرة الصبح القايكم عندي سلام
حازم.. جزمة بس الحمد لله اهو جات حاجة حلوة من وشه
... نغم حبيبتي اصحي يا روحي
بدأت بفتح عينيها الساحرتان كحبات القهوة الطازجة طارحة بقلبه أرضا... احكم سيطرته على نفسه بصعوبة حتى لا يلتهمها حية بتلك الهالة المٹيرة
نغم بصوت ناعم يشوبه النعاس ... عايز ايه يا حازم انا عايزة انام
حازم... طب ايه رايك ان حور جابت بيبي مش عايزة تشوفيه 
نغم.. بجد يا حازم يعني هشوف البيبي اخيرا انا فرحانة اوي
هبت منتصبة غير مهتمة بشرشف الغطاء الذي سقط منها ... سلط نظره على جسدها امامه بوضوح الشمس في نهارها .... اخرج لسانه يبلل شفتيه و اردف قائلا.. 
حازم... ما تيجي نكمل الي كنا بنعمله قبل ما اروح
ضمت الشرشف على جسدها عندما لاحظت نظراته الغير بريئة إليها وقالت بخجل ..
نغم... انت قليل الادب يا زوما
في المساء تجهز ثنائي شهر العسل للنزول الى القاهرة بعد اخبر حازم رعد بضرورة ذهابهم نظرا لولادة حور ... فرحت منى كثيرا بسماع ذلك الخبر السعيد .. و بالطبع نغم التى لم تكف عن التصفيق و التهليل هائمة بقدوم تلك الأرواح المخملية الباذخة بالطهر .... منطلقين الى مقر ولادة صداقتهم العميقة .... الأبدية....وصلوا جميعا الى المشفى مباشرة بعد هبوطهم من الطائرة... دخلوا الى الغرفة التى تقطن بها حورية الجاسر و أطفاله ... زينة و روعة حياته 
وجدوا حور ممدة على الفراش و بجانبها كلا من سليم و انعام و جاسر وكل واحدا منهم يحمل طفلا في يده....
صړخ حازم بفزع مردفا بدهشة... يخربيتك مين دول
رعد بتحذير... ازعل اوي لو الي فهمته صح
جاسر ببرودة ممزوجة بالفخر... ولادي ولاد جاسر الدمنهوري... 
حازم... انت بتتكلم بجد ولا انت خاطفهم و بتشتغلنا ما تشوف حفيدك يا سليم
سليم.. بس يا مچنون انت و هو يلا باركو لصاحبكم ربنا رزقه بتلات عيال مطلعين عيني من ساعة ما وصلوا
ارتمى رعد و حازم في احضان جاسر يعانقان
تم نسخ الرابط