جاسر للكاتبة نور
المحتويات
بعضهما بحب اخوى يزينه صداقة لا تذبل حتى بمرور الزمن
تستمر القصة أدناه
رعد... الف مبروك يا غول وتابع بعبث ..بس ايه النظام
حازم بغمزة ماكرة.. لا عجبتني استاذ و رئيس قسم تلاتة مرة واحدة
انتفض جاسر قائلا... الله اكبر قر بقى و ارشق عينك دي لحد ما تجيب اجلي و معرفش اخاوي العيال الغلبانة دي
رعد بمرح... لا اثبت انت لسه عايز تخاوي الله يخربيتك دي الطلعة عندك بتلاتة على ما تخلص تكون البت فرفرت في ايدك ارحم يا شيخ العرب..
قال الاثنان بصوت واحد .. قصدك ايه
جاسر... معرفش الي على راسه بطحه يحسس عليها
حازم... نعمسليم... ما بس بقى منك ليه انا مش عارف ايه التربية الژبالة
جميعهم بصوت متشفي ... تربيتك يا سليم
احمرت وجنتي الفتيات خجلا من حديثهم الوقح ... اقتربت نغم من سرير الاطفال تحمل واحدا منهم ذلك الصغير ذو الاعين الزيتونية الشبيهة بوالدته ... تلاعب خده الناعم بحب مردفة بابتسامة....
حور ... ما يغلاش عليكي يا حبيبتي ما انت خالتو
جاسر بانفعال... هو كيس شيبسى دا ابني يا ماما و تعبان فيه
اشټعل وجهها خجلا من كلماته الخبيثة لتتصنع عدم الاهتمام حتى لا تصاب بجلطة بسببه ...
طرق الباب كلا من يوسف .... مروان... مازن... دنيا.. علياء .. يهنئون حور وجاسر بالمولود حتى كانت الصدمة من نصيبهم ايضا...
جاسر بحنق... هو كل ما حد يدخل يسألني من دول يا ناس ارحموني اقسم بالله ولادي انا كده هتنظر و ممكن اروح فيها خفو بقى شويه
مروان وهو يضمه ... ما شاء الله عليهم ربنا يحفظهملك يا وحش
جاسر... حبيبي يا ميرو والله انت الي في القلب
بسمة.. مبروك يا حور كلهم زي القمر ما شاء الله خصوصا البنوتة الحلوة دي انا مش هسبها ابدا
كان يوسف يقف بعيدا ينظر اليهم بسعادة غامرة ممزوجة بالحب الاخوي فهؤلاء الأطفال هو من اكتشف و جودهم وشهد نموهم داخل احشائها هي اخته الثانية كما أخبرها من قبل ... تحجرت الدموع في عينيه لا احد يعلم مقدار الفرحة التي يشعر بها ... قطع شروده صوت جاسر و هو يربت على كتفه... حاملا احد الصغار مردفا...
التمعت عيناه بفرح شديد يهتف بحماس كبير و هو يضع الصغير الباكي بين ذراعيه...يوسف.. جميل اوي ما شاء الله ..
استكان الطفل و هدأ من نوبة صراخه العالية ليردف جاسر بابتسامة محبة.. ده بقى يوسف الصغير
صدمة تعانق على أثرها الواقع باحضان الدهشة ... إشراقات بثت فيه دفئ الشمش من جديد.. لم تسطع دموع عينيه على الصمود فتركت اللجام و نزلت ببطئ مختلط بالابتهاج المهلل فرحا ... كبر جاسر في اعين الجميع بهذا القرار.. ف يوسف يستحق ... لان ما فعله أثمر عن سعادة عائلة بأكملها...
و توجه بنظره الى ذلك الغافي بين يديه كأنه أحس بالحب بمن سمي بإسمه وتابع قائلا
جاسر... شفت بقى اهو نام و لا كأنه نايم في حضڼ ابوه
يوسف.. انا مش عارف اقولك ايه يا جاسر دي اجمل هدية جاتلي في حياتي و بالنسبة للواد ده انا هفضل وراه لحد ما يبقى احسن دكتور في الدنيا
صفقت علياء بمرح قائلة. طب والتانين هيتسمو ايه
حور بابتسامة.. الولد سليم و البنت ريتاج
والتفتت الى جدها الذي اقرورق ماء عينيه مردفة بنعومة ... انا معنديش اغلى منك يا جدو
قبل جبينها برقة قائلا ... ربنا يسعدك يا حبيبة جدو
بعد يومان خرجت حور من المشفى بصحبة اطفالها الى قصر الدمنهوري حيث تم تجهيز غرفتهم الخاصة بجميع ما يحتاجونه من مستلزمات حديثي الولادة... كانت غرفة جميلة بمعنى الكلمة... بيضاء ذات ستائر حليبية رائعة... يوجد داخلها ثلاثة اسرة طفولية بأشكال خلابة ټخطف الأنظار.... العاب و دمى
تغزوها من كل جانب ...وضعت حور اطفالها على فراشهم بمساعدة انعام التى كانت لا تتركها ابدا و تحاول قدر الامكان ان تجعلها مهيئة للقب الام .... القت نظرة على تلك الكائنات الرقيقة التى نورت حياتها و المفرح في الامر انهم من حبيبها و زوجها جاسر قلبها ... ابتسمت بحنان فقد رزقها المولى بدل الطفل ثلاثة ولدان و صبية في قمة الجمال .. فتلك الصغيرة لها مكانة خاصة لديها فمنذ ان قربتها الى صدرها و اطعمتها احست بشعور لا يصفه قول ... اشاحت بعيناها الى ذلك ذو الاعين الرمادية لا تعلم من اين ورثها و لكن يبدو أن حازم كان له تأثير في حياتهم فقد تذكرت عندما اباحت له عن امنيتها في إنجاب طفل بأعين دخانية ساحرة مثله .. تخللت البسمة شفتيها لتلك الذكرى ...
ما لا يعرف عنه الجميع ان ذاكرتها أنعشت عندما كانت ټصارع الحياة لإخراج ارواحها البريئة الى ضوء الشمس ... سألت الطبيبة وقتها عن ذلك فأخبرتها بأن الضغط الذي كانت تعاني منه قبل الولادة خاصة مع الصداع الذي كان دائما ما يلازمها هو السبب في عودة ذاكرتها من جديد بمساعدة تلك الآلام القوية ...
حمدت ربها كثيرا على هذه النعم التى ترف عليها من كل جانب كالسحب الماطرة في أرض مېتة متصحرة.... رفعت رأسها الى السماء شاكرة..تدعو بدوام الهبة و عدم زوالها ....
احست بيد تمتلك خصرها بحنان .... وجه دافئ يمرمغ في خصلاتها ساحبا عبيرها داخل صدره... ابتسمت بحب سرعان ما تحول لخبث و هي تدفعه بعيدا عنها ناظرة اليه بتحدي بالغ يخالطه مكر الأنثى المتوحشة ...
جاسر بخبث... على فكرة المفروض تسامحيني
رفعت حاجبها المنمق مردفة.. و دا ليه بقى ان شاء الله
حور بتلعثم.. ابعد عني انا لسه زعلانة منك و اوعى تفتكر اني ممكن اسامحك على الي عملته انا من النهاردة هنام مع ولادي و عمري ماا... ..
ابتلع باقي حديثها في جوفه احتقن وجه أميرته من فعلته التى كادت تضعفها للحظات ....
حور بخجل غاضب... انت ايه الي عملته ده انت قليل الادب و...
اقترب لاصقا جسده بها قائلا بمكر... ها ما تكملي
حور.. احترم نفسك يا استاذ جاسر
اطلق ضحكة رنانة هزت ارجاء قلبها النابض بحروف إسمه مردفا...
جاسر... استاذ ايه مسمعتش و تابع بوقاحته المعتادة
. اومال العيال دي جايبنها ايميلات و شير عبر لاسلكي
لم ترد عليه وانما اشاحت وجهها الذي تحول الى لهيب ېحرق وجنتيها الناعمة....
جاسر بخبث ... ما ردتيش يعني يا مدام
ارتفع بكاء الصغار ليضطرب قلبها اقتربت منهم فعلمت من حسها الأموي انهم جائعين ... رمقته بشراسة و اردفت بحدة
حور... اطلع برة عايزة اكل العيال
جاسر بابتسامة ماكرة... طب ما تاكليهم هو انا غريب مش هشوف حاجة ما شوفتهاش قبل كده
حور بصړاخ...... بررررره
دوت ضحكاته المستمتعة و بشدة
متابعة القراءة