كانت الايام تمر لسوما العربي

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
فى احد القصور الفخمة جدا.
بعد الدخول الى باحتها الواسعة مرورا بمساحات كبيره جدا من الخضرا.. نصل إلى الحديقه الداخليه للقصر.
الجميع يعمل على قدم وساق تجهيزا لحفل عيد ميلاد تلك الصغيرة... أصغر أفراد عائلة الخطيب. يتيمه الأب والأم... مليكه... اليوم هو عيد ميلادها ال.
بداخل القصر.. يجلس الجميع على سفرة الطعام لتناول الإفطار.

تتقدم الخادمة بالكرسى المتحرك الخاص بالسيدة الفت كى تشاركهم الإفطار.
بينما يجلس محمد يتجاذب الحديث بهمس مع كارما يبدو أنه يتغزل بها.. واضح جدا من خجلها وهى تنظر أرضا لا تعرف ماذا تقول.
على الجهة الاخرى يجلس فادى هائم بتلك الجميله التي تجلس لجواره.
اما الجميله فعيونها على الدرج... تنتظر فارسها... الرجل الوحيد الذي تراه على هذا الكوكب.. وربما المجره كلها.
زادت وتيرة انفاسها پعنف وهى تراه.
يهبط الدرج خطوة خطوه... على مهل وتروى... يظهر اولا حذاءه الاسود الامع.. بعدها بنطال اسود لبذله رسميه غاية الفخامه... إنها قطعه النادره... لا يرتدى الاوان بيس.
تمرر عيناها على عضلات صدره المفروض والظاهرة بوضوح خصوصا مع ذلك القميص الأبيض... تصل بهيام وتنهيده حاره الى لحيته الكستنائيه... كم تعشق لحيته هى.. ثم تستقر عيناها على عيونه الزيتونيه...ثم شعره الكستنائى بنفس لون لحيته... انه خطړ... خطړ على قلبها الصغير.
انه خطړ لأنه عامر الخطيب... من لا ترى عيناها غيره.. وقعت له منذ ان وعت وفهمت مشاعر الفتيات اوو... ربما لا تعرف متى... لا تتذكر حقا.
لكنها تحبه بشده... تشعر انه يحبها... نعم.. تشعر أن له معامله خاصه معها... بالتأكيد يحبها.
لم تنقطع عيناها ولو ثانيه واحده عن متابعة خطواته الواثقه وهو يبتسم بخفه حين اقترب منهم يفتح اول ازار بذلته يقول بهيبه ستقتلها يوما صباح الخير يا جماعه.
اشرق وجهها كأنها شخص آخر حين الټفت اليها يقبل مقدمه شعرها يقول كل سنه وانتى طيبه يا ميكا.
كل مرة يقترب منها يفعل بها هكذا.. هى الان متلعثمه فى تلك اللحظة هل تبتلع ريقها ام تبتسم ام تتنفس... لما لا يرحم قلبها الذى مازال يحبو اول خطواته فى دنيا العشق.
تحدثت بتلعثم وهى تبتلع ريقهاوانت طيب.
تدخل فادى قائلا كل سنة وانتي طيبة يا مليكه.
الټفت له وقالتوانت طيب يا فادى.. شكرا.
فادى هو فى شكرا بين واحد وخطيبته ياهبله.
اغتصبت ابتسامة على شفتيها تكمل طعامها وهى تنطر ناحيته ترى ردة الفعل... يكمل طعامه بهدوء يضع الجبن بالسکين داخل الخبز... الن يتضايق.. ينهره.. يغضب.. مليكه مدمنة روايات ترى ردات فعل الابطال على حبيبتهم وتنتظر ان تطبق كل شئ يحدث في الواقع.. لكن لما هو كأنه لوح ثلج هكذا.
اخذت تسأل وهى تنظر امامها بشرود إلى أن قطع الصمت صوته وهو يقول لهامليكه مش بتاكلى ليه.
تهلل وجه تلك المسكينه من جديد واخذت تأكل سريعا... يبدوا انه يهتم.. يهتم جدا... لقد الټفت الى انها لم تكن تأكل.. إذا هو يهتم.
على الجهة المقابلة لرأس الطاوله التى يترأسها عامر... كانت الجدة الفت تجلس بالمقابل.. نظرها مسلط عليهم.. مليكه وعامر.. كأنها تود قول شئ ولكن لا تستطيع.
تحدثت كارما قائله بغمزهايوه ايوه يا عم... ماحدش ادك.. ابيه عامر عامل شويه تجهيزات عشانك ماتعملتش لاستقبال الإمبراطوره اوجينيى.
عامر مبستماهو احنا عندنا كام مليكه يعنى.
ابتسمت بفرحة شديدة.. لا يسعها العالم من مجرد كلمات.. اى كلمه بسيطة منه تجعلها تمتلك العالم كله... حتى أنها طوال اليوم تظل تعيد بحروفها وتسردها على نفسها تصبرها على انتهاء يومها او إلى أن يعود مجددا وتختلق اى حديث بينهما فيقول شئ جديد يصبرها لليوم التالى.
وجدته يكمل قائلا انا عارف ان مجموعك للثانويه العامة مش اد كده... طبعا مش هسيبك تدخلى كليه عاديه. لازم كليه قمه زينا كلنا... قدمتلك فى الجامعة الايطاليه في هندسة.
لم تركز من اى شئ قاله او تتعمق في حديثه.. لم تشعر أن هناك اهانه لها... كل ما اعتبرته واهتمت به من حديثه انه يهتم... يهتم جدا... فكر فى كليتها.. سحب الورق وقدم فى الجامعة أيضا... اوووه كم يستحق العشق هذا العامر. الهذه الدرجة يعشقها.
وقف يغلق جاكيت بذلته يقولانا ماشى.... يالا يا فادى وراك شغل... وانت يا محمد الحسابات تكون عندى النهاردة عايزين نقفل الميزانية.
كانت عيونها تقطر قلوب.. تراه لا يطيق ان يجلس فادى معها كثيرا.. مثل الروايه التى سهرت عليها ليلا بالضبط... البطل غيور.. غيور جدا من خطيب البطله ويبعده عنها. وهل يوجد بطل مثل عامر.. انه يفوق اى شئ... يعشقها جدا هو.
انتبهت على نفسها تنظر حولها وتزفر بضيق واحباط فهو قد رحل... عندما يرحل تشعر بكأبة المكان.. كأنه ليس بتلك الحلاوة التى كان عليها وهو موجود.
نظرت حولها وجدت الكل غادر ماعادا كارما وجدتها.
لملمت كارما اشياءها وقالت وهى تغادر طب سلام بقا يا ميكا عندى كام مشوار هعمله وكمان هروح ادفع ډم قلبى عشان اجيب لسيادتك هديه... سلام... سلام يا تيتا.
قبلت الفت من وجنتها وغادرت سريعا.
وقفت مليكه من مقعدها واتجهت لجدتها بعدما وجدتها تومئ برأسها لها كأنها تناديها بحزن وحنان.
ذهبت عندها وفهمت من اشارتها ان تقترب لحضنها.. ضمتها الفت لحضنها بأسى كبير وهى تتنهد ومليكه تنعم بدفئ حضنها.
تعلم الفت ما بقلب تلك الصغيرة تجاه كبير العائله.. تراها ولا تستطيع الحديث أو حتى النصيحه.
جلست مليكه عند قدميها تبتسم قائله ياترى الفت هانم عبيد جابتلى هديه عيد ميلادي ولا لأ
ابستمت الجده بحنان عيونها تومئ بحب وسعادة فابتسمت مليكه على الفور قائلة انتى هديتى يا تيتا.. ربنا يخليكى ليا.
قبلت يدها بحب شديد وهى تستمع لصوت السيدة ناهد والدة عامر تأتى من الخلف تقول امممم.. البكاشه بتاعتنا كبرت سنه.
التفتت لها قائله يا صباح الحلويات على احلى طنط فى الدنيا.
ناهدمممم. مش بقولك بكاشه... كل سنه وانتى طيبه يا ميكا.
مليكهوحضرتك طيبه... فين هديتى.
لكزتها على يدها وقالتدايما كده متسربعه.. باليل.. فى الحفله.
دبت قدميها بالارض وهى تزم شفيتها كالأطفال وهى تغادر متمتمه بسخط.
تاركه الفت تبتسم بحب عليهم وناهد تقهقه بسعادة تعشق مناوشاتها معها كثيرا.
_____________________________
فى احد الأحياء الشعبيه.
وقف ذلك الرجل الذي قارب على الخمسين عاما يولى ظهره لشقيق زوجته پغضب شديد فى حين يتحدث شقيقها قائلا پغضب عاصفانتى اكيد جرى لمخك حاجة يا نجلاء... طلاق ايه اللي عايزه تطلقيه...بعد العمر ده كله... دى بنتك ندى بقت عروسه خلاص... اعقلى وحطى عقلك فى راسك.
وقفت پغضب وقد نفذ صبرها انا مش صغيرة وحقى اعيش العيشه الى تريحني... انا تعبت ومش مرتاحه.
صړخت بها امها تقول اختشى قطع لسانك... هو فى زى سى الباشمندز توفيق... راجل مكفى بيته... مافيش حاجه نقصاكى... اختشى وحطى فى عينك حصوة ملح... قوليلى يابت... ايه اللي ناقصك... كل شهر بتاخدى مصرويف بيت يكفى عيلتين... تلاجتك مليانه على تومة عينها... لبس. صيغا وكافة شئ... الف واحده بتحسدك على الى انتى فيه.. واخرة المتامه عايزه تتطلقى وبنتك بقت عروسه على وش جواز.. ياختى ده البطر وحش.
صړخت بعلو صوتها حراااااام عليكوا... حد يحس بيا بدل ما اۏلع فى نفسى.
وقفت امها تقول بغلطهقوليلى.. قوليلى يابت مين الى زغلل عينك ميل دماغك عشان تبقى عايزه تتطلقى.
كل ذلك
 

تم نسخ الرابط