دخل الاوضه

موقع أيام نيوز

والمفتاح ولما اتحرى لقاه همل البلد وطفش اټجنن وكان عامل كيف المچنون اللي عيدور على حاجه غاليه عليه غابت عنه ويوم يجر يوم واسبوع يجر اسبوع وبقوا شهر والشهر جر شهر وكرار مرابط قدام بيت ابو دراع خله وخليله وصاحب عمره ومستنيه يعاود ومعيعاودش ويوم عن يوم كرار يحس ان فراق اخر الحبايب واعز عزاز قلبه عامل كيف سوس الخشب عمال ينخر فروحه لما خلاها خوخت.. وبعد سنه كامله لحتنه سلم بإن ابو دراع خلاص راح من حياته ومعادلهوش رجعه ففضل هايم في شوارع البلد وطرقاتها سواح.. يدورله علي خليل ولا صاحب لكن للاسف لقى رصيد ستره خلصان من عند الكل وكل الناس عارفه قساوة قلبه وإنه مليهش عزيز ولا صاحب وعشان الناس معتماشيش اشباه الرجال الكل كان يحذروا بعضهم منه ويوصوا بعض بإجتنابه وبقي منبوذ من الكل وصفى لحاله.
أما الايام اللي عتجري بالعمر فوصلت بعبد الصمد لنهاية عمره وتوفاه الله فجأة من غير اي امړاض ولا حتى رقدتله جته برغم سنه الكبير الا إنه كان ماشى علي رجليه في النهايه لغاية اليوم اللي نام فحضن دهب واتغزل فيها كيف عادته وجات تصحيه الصبح لقته مفارق. 
وعشان مۏت الغفله واعر فجعة الكل فيه كانت كبيره وحزنهم عليه كان اكبر وخصوصي دهب اللي وليفها وونيس ايامها ولياليها فارقها ومبقاش ليها من بعده غير الوحده والسهر وألم الفراق.
لكن من لطف ربنا ورحمته بيها مقعدتش وراه كتير هما سنتين وكانت محصلاه بعد شوية تعب مرقدوهاش غير شهر واحد وفي اخر الشهر كانت مفارقه هي كمان فراق الكرام.
وطبعا كل ديه ربيعه كانت تعيش حزنه لحالها من بعيد لبعيد.. لكن كان معاها اللي عيصبرها على اي حزن ويخليها تعدي بيه او ۏجع ويعينها على الدنيا بحالها.
كانت معتمده عليه في كل كبيره وصغيره حتي بعد ماكبر ولدهم ادهم وبقى يقدر يطلع ويدخل وعلمه ابوه عالشوارع وخلاه يعرف يلف المنطقه كلها هو واخواته.. لكن طلبات ربيعه فضلت شيلته هو ومسئوليته وعشان خاطرها كان مستعد يلف الدنيا من شرقها لغربها ويقلبها عاليها واطيها لو فيه حاجه مره عازتها واشتهتها وملقهاش.
لكن ربنا قدر لربيعه انها خلاص تكتفي من الدلع علي ابو دراع وبكفاياه لحد إهنه سعادة لان مفيش سعادة عتدوم للأبد. 
فخد منها كل سعادتها وروحها ونبضات قلبها وانفاسها المتمثله فقطبها وحبيب عمرها. 
وهملها وهي مسئوله عن ٣ عيال اكبرهم ادهم ١٥ سنه واصغرهم هديه صاحبة ال١٠ سنين وهي يادوبك ٣٥ سنه. 
وأصبحت چثه بلا روح وقعدت سنين عتحاول تتخطى فقدها لاعز الحبايب.. للي علمها كيف تعيش.. للي علمها كيف تاخد حقها من الدنيا.. للي علمها القرايه والكتابه.. للي اداها من روحه واداها ١٦ سنه من احلا سنين عمرها.. بل هما دول كل سنين عمرها..للي كانلها الاب والاخ والصاحب والسند والعون. 
بإختصار بمۏت قطب ربيعه حست انها معادتش عايشه وان حياتها انتهت.. وانها مكمله تحصيل حاصل عشان خاطر عيالها اللي ملهمش حد غيرها. 
وحملت الامانه على كتافها وعلمت عيالها وادتهم اعلى الشهادات وهملت كل واحد فيهم يشق طريقه كيف ماهو عايز. 
وحتى هديه خلتها تدخل الكليه اللي حبابها ومغصبتهاش علي
حاجه ولا غصبتها على جواز مهما جالها عرسان لانها حابه العلام وحابه توصل لأعلى الدرجات.. وبصراحه ربيعه مأيداها ودايما تقولها إن العلم الأول ومن بعده ياجى اي شي.
رجعت ربيعه من شرودها وانتبهت على جرس الباب بيرن فراحت فتحته واستقبلت احباب قلبه وكتاكيتها الصغيرين اولاد ادهم وأولاد معتز وبتها هديه اللي جابتهم فطريقها كيف كل يوم بعربيتها وهي معاوده من شغلها.
وديه لأن ادهم ومرته ومعتز ومرته عيكونوا في الشغل في الوكت ديه وطبعا عيكونوا مطمنين لأولادهم اللي فيد آءمن واحن الناس أمهم التانيه ربيعه اللي مش عيقولولها ستي اوجدتي او حتي تيته.. له دا الكل عيقولها ماما ربيعه من خشم مليان.. ووكلهم وشربهم ولبسهم وكل حاجه تخصهم مسئوليتها وهي اللي متطوعه ليها بكل محبه وعن طيب خاطر. 
ووجودهم حواليها معوضها عن غياب ولادها عنها وانشغالهم في مشاغل الحياة.
وبرغم إن اعز الولد ولد الولد والمفروض محبتهم وغلاوتهم تكون وحده فقلبها.. الا انها متنكرش إن فيه واحد مابينهم عتحبه اكتر وغلاوته فقلبها اضعاف وديه شي مش بيدها.. ديه لأنه ورث شكل جده قطب وملامحه بالملي.. ورث عيونه وابتسامته وطريقته في الكلام وحتى تقله فى الردود ضخامة جسمه وشكله اللي سابق سنه قوته الواضحه من بين اقرانه بمعنى اصح قطب على صغير وماادراكم ماقطب على قلب ربيعه.
وبعد السلامات واستقبالها ليهم بحفاوتها المعتاده دخلوا غيروا هدومهم وهي راحت عالموطبخ جهزتلهم الغدا وحطته واتغدوا كلهم وبعدها قعدوا مع عمتهم هديه تزاكرلهم دروسهم وتساعدهم في حل واجباتهم وتفضل معاهم يسألوها وتجاوب بصدر رحب وطولة بال لحد ما تاجي امهاتهم ياخدوهم لشققهم ويقضوا معاهم يادوبك ساعه ولا ساعتين وبعدها ينزلوا تاني لستهم يناموا عندها ويستانثوا بكلامها وحواديتها عن بلد الجدود وبيت العجايب اللي كل شي عفش عيجرا فيه وعامل كيف بيت الړعب اللي داخله مفقود واللي خارج منيه مولود.. ويفضلوا يتخيلوا كل كلامها ويجسدوه في خيالهم ويرسموا المكان بحياطانه وسوره واشجاره لكن لا عارفين انهي بلد اللي عليها القول ولا ربيعه عتقول معلومه تخليهم يندلوا على عنونه وفضولهم ياخدهم ليه في يوم من الايام.
وبعد ماالكل ينام تفضل ربيعه صاحيه الليل مابين صلاتها وذكرها وذكرياتها وحس قطب وكلامه المعسول اللي لسه عيرنوا فودانها لحد يومها هذا وعتسمعهم بالكلمه.. غزله ووصاياه ونصايحه وهمسه وقت الصفا وحتى نظراته اللي كان يبصلها بيها فآخر ايامه وهو عيتملى منها ويشبع عيونه اللي خابر زين انهم عيتقفلوا ويتحرموا من شوفتها. 
كل دول كل عشيه عتفرشهم على مخدتها وتنام وسطهم وتتلفح بيهم وفيدها سبحتها اللي ورثتها من امها ومن قبلها كانت فيد ستها عديله معتفارقهاش واليوم صفيت فيدها معتفارقهاش.
أما اخبار اهل البلد فربيعه عتعرفها أول باول من خالتها بسيمه.. بسيمه اللي كل ماتكلمها تتشمت فأبوها كرار الدي بقي حاله حال الكلب الأجرب اللي الناس كلها عتخاف تقرب منيه بسبب جسمه اللي نخله المړض وصفى كيف عصاية الخزران ومحدش عارف علته فينوالبوظه وشربها عملوا فيه العمايل.
ومن بعد ابو دراع وعطفه عليه بقى عايش ورا باب البيت على دكه محدود الحركه لا عيقدر يقوم ولا يمشي غير بس للحمام ويرجع تاني يخض وينهج وبالعافيه يقدر ياخد انفاسه وديه عرفته بسيمه من ولد عزت الصغير صاحب ولدها الروح بالروح واللي عيحكيله كل كبيره وصغيره فبيت المقاول واللي بسيمه مخلياه يماشيه لاجل الغرض ديه بس. 
تم نسخ الرابط